الموسوعة الحديثية


- لَتدخُلُنَّ الجنَّةَ إلا من أبى وشردَ على اللهِ كشرادِ البعيرِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 5/72 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
امتازَتْ هذه الأُمَّةُ المُبارَكةُ بكَثيرٍ مِن الخيرِ والفَضْلِ الجَزيلِ، وهذا الفَضْلُ لِمَن امتثَلَ الأمْرَ واجتنَبَ النَّهيَ، كما أمَرَ اللهُ ورسولُه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لَتَدخُلُنَّ الجنَّةَ"، أي: إنَّ الأُمَّةَ ستَدخُلُ الجنَّةَ وتَسكُنُها، ولكنْ هذا ليس لجَميعِها؛ فهناك صِنفٌ لنْ يَدخُلوها "إلَّا مَن أبَى"، أي: امتنَعَ، وقد فسَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإباءَ في رِوايةِ الصَّحيحِ: "مَن عصاني فقدْ أبَى"، أي: إنَّ البُعدَ عن طاعةِ اللهِ والرسولِ سَببٌ في عَدمِ دُخولِ الجنَّةِ، "وشرَدَ على اللهِ"، أي: خرَجَ عن أمْرِ اللهِ، وعن امتثالِ أمْرِه، واجتنابِ نَهْيِه، "كَشِرادِ البَعيرِ"، أي: كما يَشرُدُ البَعيرُ إذا فُتِحَ له الطَّريقُ، فلا يَستطيعُ أحدٌ أنْ يَلحَقَه، والمعنى: أنَّ مَن أبَى وعصَى اللهَ عزَّ وجلَّ، وخرَجَ عن طاعتِه، كما يَخرُجُ البَعيرُ عن أمْرِ سيِّدِه؛ فهذا هو مَن لا يَستحِقُّ الجنَّةَ. وقيل: الموصوفُ بالإباءِ والشُّرودِ؛ إنْ كان كافرًا فهو لا يَدخُلُ الجنَّةَ أصْلًا، وإنْ كان مُسلِمًا فالمُرادُ منْعُه مِن دُخولِها مع أوَّلِ الدَّاخلينَ، إلَّا مَن شاءَ اللهُ تعالى( ).