الموسوعة الحديثية


- كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بكرٍ وعُمرُ يصلون يومَ العيدِ ثم يخطُبون ، فلما كان عثمانُ ورأى الناسَ يجيئون بعدَ الصلاةِ ، قال : لو حبسناهم بالخُطبةِ فخطَب ثم صلى
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : الاستذكار | الصفحة أو الرقم : 2/369 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1416)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (1704) دون ذكر خبر عثمان
لصَلاةِ العيدِ أهميَّةٌ كبيرةٌ، حيثُ تكونُ في يومٍ يَجتمِعُ فيه المُسلمونَ؛ إظْهارًا للوَحْدةِ الإسلاميَّةِ، وابتهاجًا بشعائرِ الإسلامِ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ الكريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كيفيَّتَها وسُنَنَها وآدابَها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كانُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بَكْرٍ وعُمَرُ"، أي: في خِلافَتِهم وإِمامَتِهم للمُسلِمينَ، "يُصَلون يَوْمَ العيدِ"، أي: يَبْدَؤون بالصَّلاةِ أوَّلًا، وصلاةُ العيدِ رَكْعتانِ، وليس قبلَهما ولا بعدَهما صَلاةُ نافِلَةٍ "ثم يَخْطُبون" وخُطْبةُ العيدِ تكون عامَّة، فيها الأمْرُ بالمَعْروفِ والنَّهْيُ عن المُنْكَرِ، والحثُّ على الطاعاتِ، "فلمَّا كان عُثمانُ"، أي: لَمَّا تولَّى الخِلافَةَ بعدَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهم، "ورأى الناسَ يَجيئون بعدَ الصَّلاةِ"، أي: يَتأخَّرون عنِ الصَّلاةِ، وكان لا يُدرِكُ عامَّتُهُم الصَّلاةَ، "قال: لو حَبَسْناهم بالخُطْبةِ"، أي: انْتَظَرْنا بالناسِ في مُصلَّى العيدِ، "فخَطَبَ ثم صلَّى" فبدأ بالخُطْبةِ حتى يجتمِعَ الناسُ. وقد ثَبَت في صَحيحِ مُسلمٍ أنَّ الذي بَدأَ بالخُطبةِ قَبلَ الصَّلاةِ هو مَرْوانُ بنُ الحَكمِ، وقد اختُلِفَ في أوَّلِ مَن جعَل الخُطبةَ قَبلَ الصَّلاةِ؛ فقيل: عُثمانُ بدَليلِ حَديثِ أنسٍ الذي هنا. وقيل: مُعاويةُ، وقيل: مَرْوانُ، ومَن قال: مروانُ فإنَّما أرادَ بالمدينةِ وهو أميرٌ عليها لمعاويةَ، ولم يكُنْ مروانُ ليُحدِثَ ذلك إلَّا عن أمْرٍ مِن مُعاويةَ.
وفي الحديثِ: بَيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صلاةِ العيدِ وأنَّ الخُطبةَ تَكونُ بعدَ الصَّلاةِ ويَقِفُ الإمامُ أمامَ النَّاسِ .