الموسوعة الحديثية


- إن كنتِ ألمَمْتِ بذنبٍ فاستغفِري اللهَ وتوبي إليهِ ، فإن التوبةَ من الذنبِ : الندمُ والاستغفارُ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 1208 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التَّوبةُ سَبيلُ النَّجاةِ، وتكونُ بالنَّدمِ والاستغفارِ مِن الذَّنْبِ والإقلاعِ عنه، والعَزمِ على عدمِ العودةِ إليه، وفي هذا الحديثِ أدبٌ ظاهرٌ، وتعليمٌ عمَليٌّ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه؛ حيث تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لها في حادثةِ الإفكِ: "إنْ كُنتِ أَلْمَمْتِ بذنْبٍ"، أي: فعَلتِ مَعصيةً، والإلمامُ: مُقارَبةُ المعصيةِ مِن غيرِ قَصْدِ مُوافقةٍ، "فاسْتَغْفِري اللهَ، وتُوبي إليه"، أي: اسْأَلي اللهَ عزَّ وجلَّ المغفرةَ لهذا الذَّنْبِ، وتَرْكَ مَعصيتِه، وعدمَ العودةِ إليها، "فإنَّ التَّوبةَ مِن الذَّنْبِ"، أي: مِن شُروطِها "النَّدمُ والاستغفارُ"، والنَّدمُ على المعصيةِ هو المقصودُ الأعظمُ للتَّوبةِ، ولكنْ لا يُكتَفى به، فلِقَبولِ التَّوبةِ شُروطٌ عُرِفَتْ مِن استقراءِ نصوصِ كتابِ اللهِ تعالى وسُنَّةِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي: أنْ تكونَ التَّوبةُ خالصةً لوجْهِ اللهِ تعالى، فلا يُرادُ بها الدُّنيا، أو مَدحُ النَّاسِ وثناؤُهم، ثمَّ الإقلاعُ عن المعصيةِ، ثمَّ النَّدمُ على فِعْلِها، معَ العزمِ على عدَمِ العودةِ إليها، ثمَّ إرجاعُ الحقوقِ إلى أصحابِها إنْ كانت المعصيةُ حقوقًا للآخرينِ، وأنْ تكونَ التَّوبةُ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ مِن مَغربِها، وقبلَ حُضورِ الموتِ.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ التَّوبةَ الصَّادقةَ هي سَبيلُ المؤمنِ للخَلاصِ مِن الذَّنْبِ، وأنَّ اللهَ تعالى جعَلَها بابًا للرُّجوعِ إلى الحقِّ( ).