الموسوعة الحديثية


- قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ لي جارينِ أحدُهُما مُقبلٌ علي ببابِهِ والآخرُ ناءٍ ببابِهِ عنِّي وربَّما الَّذي كانَ عِندي لا يسعُهُما، فأيُّهما أعظَمُ حقًّا فقالَ: المقبِلُ عليكِ ببابِهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكلة الفقر | الصفحة أو الرقم : 100
| التخريج : أخرجه أبو يعلى (4961) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (2259) بنحوه
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - يهدي إلى أقربهم بابا بر وصلة - حق الجار والوصاة به بر وصلة - إكرام الجار وعدم أذيته
|أصول الحديث
أَوْصى اللهُ سُبحانَه وتَعالى بِالجارِ، وكذلك أوْصى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ به وبحِفْظِ حُقوقِه، وحذَّرَ مِن إيذائِه وإهْدارِ حَقِّه، والجارُ الأقْربُ أَوْلى بِالمعروفِ مِنَ الجارِ الأبعدِ.
وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي جارَينِ أحَدُهما مُقبِلٌ عليَّ ببابِه"، أي: بابِ بَيتِه قَريبٍ مني، "والآخَرُ ناءٍ ببابِه عنِّي"، أي: بابِ بَيتِه بَعيدٍ عني، "ورُبَّما الذي كان عندي"؛ ممَّا أُريدُ أنْ أصِلَهما به أو أُهدِيَه إليهما، "لا يَسَعُهما"، بمَعْنى لا يَكفي إعْطاءَ الاثنينِ؛ "فأيُّهما أعظَمُ حَقًّا"، أي: أيٌّ منهما حَقُّه أعظَمُ من الآخَرِ وأوْلى بالهَديَّةِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "المُقبِلُ عليكِ ببابِه"، أي: الجارُ الأقرَبُ منكِ هو الأوْلى بالصِّلةِ، وقد فضَّلَه اللهُ تَعالى فقال: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36] .
وهذا من التَّعليمِ النَّبويِّ في تَرتيبِ الأوْلويَّاتِ، والبَدءِ بالأَوْلى من الجِيرانِ في الخَيرِ والصِّلاتِ؛ لكَونِه أقرَبَهم نَفعًا لجارِه، وأكثَرَهم اطِّلاعًا على حالِه، فالأقرَبُ يَرى ما يَدخُلُ بَيتَ جارِه من هَديَّةٍ ونَحوِها، فربَّما يَتَشوَّقُ إليها، بخِلافِ الأبعَدِ؛ ولأنَّ الأقرَبَ أسرَعُ إجابةً لِمَا يَقَعُ بجارِه في المُهِمَّاتِ ولاسيَّما في أوْقاتِ الغَفْلةِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها