الموسوعة الحديثية


- كان أهلُ الجاهليةِ يقولونَ : إِنَّما الطيرَةُ في المرأةِ والدابَّةِ والدارِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 4452 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التَّشاؤمُ شرٌّ كلُّه، وقد راعى الإسلامُ سدَّ الذَّرائعِ فيه؛ لئلَّا يُوافِقَ شيءٌ منه القدرَ، فيَعتقِدَ الإنسانُ الطِّيَرةَ، فيقَعَ في اعتقادِ ما نُهِيَ عنه.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أُمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "كان أهلُ الجاهليَّةِ"، وهي فترةُ ما قبْلَ الإسلامِ، "يقولون"، وهم مُعتقِدون لذلك: "إنَّما الطِّيَرةُ" وهي التَّشاؤمُ بمَرئيٍّ أو مسموعٍ أو معلومٍ، وهو معنًى قد يُستخدَمُ في الخيرِ والشَّرِّ، ولكنْ أغلَبُه يكونُ في توقُّعِ الشَّرِّ، "في المرأةِ"، أي: الزَّوجةِ، وليس مُطلَقَ النِّساءِ، "والدَّابَّةِ"، أي: الحيوانِ الَّذي يتَّخِذُه الإنسانُ مركبًا، وليس كلَّ الدَّوابِّ، "والدَّارِ" الَّتي يَسكُنُها الشَّخصُ، وقيل: شُؤْمُ المرْأَةِ: ألَّا تَلِدَ، وشُؤْمُ الدَّابَّةِ: ألَّا يُحمَلَ عليها في سبيلِ اللهِ، وشُؤْمُ الدَّارِ: سُوءُ الجارِ، والضِّيقُ؛ وذلك لأنَّ الإنسانَ في غالبِ أحْوالِه لا يَستَغني عن دارٍ يَسكُنُها، وزَوْجةٍ يُعاشِرُها، وفرسٍ أو دابَّةٍ يَركَبُها، وكان لا يَخْلُو مِن عارضٍ مَكْرُوهٍ، أُضِيفَ اليُمْنُ والشُّؤمُ إلى هذه الأشياءِ إضافةَ مَحلٍّ وظرفٍ وإِنْ كانَا صادرينِ عن قضاءِ اللهِ سُبحانه، ولذلك قرأَتْ عائشةُ بعدَ ذلك قولَ اللهِ تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22].
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ اعتقادَ الشُّؤْمِ في الدَّارِ والزَّوجةِ والمركبِ مِن أُمورِ الجاهليَّةِ ويَنْبغي ترْكُه .