الموسوعة الحديثية


- اقرأْ القرآنَ في كلِّ شهرٍ ، اقرأْه في عشرينَ ليلةٍ ، اقرأْه في عشرٍ ، اقرأْه في سبْعٍ ، و لا تزدْ عن ذلك
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 1158 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : لم نقف عليه مسنداً.
القُرآنُ كلامُ اللهِ تَعالى، وقِراءَتُه يَنبغي أنْ تكونَ بتدبُّرٍ وفهمٍ لمَعانيه؛ حتى يَتسنَّى للمُسلِمِ أنْ يَعملَ به ويُطبِّقَ ما فيه من أوامِرَ ونَواهٍ وتوجيهاتٍ؛ ولذلك أَمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمُداوَمةِ على قِراءَةِ القُرآنِ بالتَّدبُّرِ كما أمَرَ بأنْ يُختَمَ القُرآنُ قِراءةً في مُدَّةٍ مِن الأيَّامِ يتمَكَّنُ فيها القارئُ مِن الفَهمِ والتَّدبُّرِ.
كما يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما في هذا الحَديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: "اقرَأِ القرآنَ في شَهرٍ"، أي: اختِمْ قِراءَتَه في شَهرٍ؛ وهذا أنفَعُ في التَّدبُّرِ والفَهمِ، فقال ابن عمرو رضي الله عنهما كما جاء في الصَّحيحينِ: "إنِّي أجِدُ قوَّةً"، أي: أمتلِكُ مِن القوَّةِ والطَّاقةِ الَّتي أستطيعُ بها أن أَختِمَ في أقلَّ مِن شَهرٍ، "اقرأه في عَشْرٍ"، أي: اختِمْه في عَشرِ ليالٍ، وظلَّ ابن عمرو رضي الله عنهما يطلُبُ أن يُقلِّلَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المدَّةِ الَّتي يَختِمُ فيها القُرآنَ؛ لأنَّه قويٌّ ويَقدِرُ على القِراءَةِ والفَهْمِ حتَّى وصَل إلى أقلِّ مدَّةٍ سَمَحَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخَتمِ القُرآنِ فيها، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اقرأه في سَبعٍ"، أي: اختِمْه في سَبعِ ليالٍ، "ولا تَزِدْ عن ذلك" أي: ولا تَزيدَنَّ في طَلَبِ النُّقصانِ. وفي روايةٍ الصَّحيح: أنَّه قال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنِّي أُطيقُ أكثَرَ، فما زال حتى قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "في ثَلاثٍ"، أي: اختِمْه في ثَلاثِ ليالٍ. وقد جاء في الصَّحيحَينِ أنَّ عَبدَ اللهِ كان يَقُول بَعدَمَا كَبِرَ: يا لَيْتَني قبلتُ رُخصَةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: بيانُ شَفقةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على النَّاسِ، وتَيسيرِه عليهم في العِبادةِ، وحثِّهم على التوسُّطِ فيها.
وفيه: الحَثُّ على قِراءةِ القُرآنِ بتَدبُّرٍ وأنَّ القِراءةَ مع التدبُّرِ أوْلَى مِن القراءةِ المتعجِّلةِ( ).