الموسوعة الحديثية


- استعيذوا باللهِ من شرِّ جارِ المقامِ ؛ فإنَّ جارَ المسافرِ إذا شاءَ أنْ يُزايلَ زايلَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 940 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (8534)، والخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (389)، والحاكم (1952) واللفظ له
سُوءُ الجِيرَةِ مِن الأمورِ المبغَّضَةِ إلى القُلوبِ، وهي ليست مِن صِفاتِ المُسلِمِ الحَقِّ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُوصي بالجارِ، حتَّى إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ربَط إكرامَ الجارِ بالإيمانِ باللهِ واليومِ الآخِرِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "استَعيذوا باللهِ"، أي: اسأَلوا اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يُعيذَكم ويَحمِيَكم ويَقِيَكم، "من شرِّ جارِ المُقامِ"، أي: الجارِ سيِّئِ الخُلُقِ مع مَن حولَه مِن المقيمينَ معه إقامَةً دائمَةً؛ وهو يَشمَلُ: الزَّوجَ، والزوجةَ، والخادِمَ، والصَّديقَ الملازمَ، بالإضافةِ إلى جارِ البَيتِ والدارِ بلا ريبٍ، والمُقامُ دارُ الإقامةِ، وهو مُستقَرُّ الإنسانِ من الأوطانِ؛ "فإنَّ جارَ المُسافِرِ"، أي: الذي يُجاوِرُك أثناءَ السَّفَرِ، "إذا شاءَ أنْ يُزايِلَ زايَلَ"، أي: إنْ أرادَ جارُه أنْ يُفارِقَه ويتحوَّلَ من جِوارِه فارَقَه؛ فيَستريحَ، فشَرُّه زائِلٌ معه إما بمُفارقتِه أو بانتِهاءِ مُدَّةِ السَّفَرِ، على عَكسِ جارِ الموطنِ؛ فإنَّه في الغالِبِ يكونُ مُجاوِرًا مَدى الحياةِ؛ فشَرُّه باقٍ ببَقائِه.
وفي الحديثِ: اختيارُ الجارِ عندَ طلَبِ مَسكَنٍ ومَنزِلٍ حتَّى يتَّقيَ مَن هو سيِّئُ الأخلاقِ.
وفيه: تجنُّبُ جارِ السُّوءِ والتباعُدُ عنه بالانتقالِ عنه؛ إنْ وَجَدَ لذلك سبيلًا( ).