الموسوعة الحديثية


- إذا رأى أحدُكم الرؤيا الحسنةَ فلْيُفسرْها ، و لْيُخبرْ بها ، و إذا رأى الرؤيا القبيحةَ ، فلا يُفَسِرْها و لا يُخبرُ بها
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 548 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن المقرئ في ((المعجم)) (866)
الرُّؤيا الصالحةُ لها شأنٌ عَظيمٌ؛ فهي من أجزاءِ النُّبوَّةِ، وجعَلها اللهُ تَعالى بُشْرى لِصاحبِها، أما الرُّؤيا القبيحةُ فهي من تخويفِ الشَّيطانِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا رَأَى أحَدُكم"، يعني: في منامِه، "الرُّؤيا الحَسَنةَ"، أي: التي يظهَرُ له حُسنُها كالرُّؤيا التي فيها بِشارةٌ أو تَحذيرٌ أو تنبيهٌ على أمْرٍ، "فلْيُفسِّرْها"، يعني: إنْ كان عالِمًا بتَفسيرِ الرُّؤى، أو يطلُبُ تفسيرَها ممن يُحسِنُ التفسيرَ، "ولْيُخبِرْ بها"، أي: يُعلِمْ بها مَن يُحِبُّه من الناسِ، كما بيَّنتْ ذلك رواياتٌ أخرى.
وفي الرُّؤيا الحَسَنةِ الصالحةِ الصادقةِ يُطلِعُ اللهُ النائِمَ على ما جَهِلَه في يَقَظتِه، وعلى هذا فالمُؤمِنُ يَرى الرُّؤيا أو يَراها له غيرُه، فتكونُ بُشرى بخيرٍ، أو ناهيةً عن شرٍّ، وليس في هذا ادِّعاءٌ للنُّبوَّةِ، ولكن هي رَحمةٌ من اللهِ، وبُشرى لِمَن شاءَ مِن عِبادِه المُؤمِنينَ.
"وإذا رأى الرُّؤيا القَبيحةَ"، أي: رأى ما يَسوءُه كالحُلْمِ الذي يُصوِّرُه الشَّيطانُ، "فلا يُفسِّرْها ولا يُخبِرْ بها"، أي: لا يَذْكُرْها ولا يَعرِضْها على أحدٍ، فضْلًا عن أنْ يَطلُبَ تَفسيرَها في نفْسِه أو مِن غَيرِه؛ لأنَّها من الشَّيطانِ، وهو يُوَسوِسُ للنَّاسِ بما يُحزِنُهم في مَنامِهم أو يَتلاعَبُ بهم، وفي روايةٍ عندَ ابنِ ماجَهْ: "إذا رأى أحَدُكم رُؤيا يَكرَهُها فلْيتحوَّلْ، ولْيَتفُلْ عن يَسارِه ثلاثًا، ولْيسأَلِ اللهَ من خيرِها، ولْيتعوَّذْ من شرِّها"؛ فإنَّه إنْ فَعَلَ ما أَرشَدَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلن تَضُرَّه هذه الرُّؤيا المكروهةُ؛ لأنَّ ما ذُكِرَ مِنَ التَّعوُّذِ وغيرِه سببٌ للسَّلامةِ من ذلك( ).