الموسوعة الحديثية


- إنَّ النذرَ لا يُقرِّبُ شيئًا و لا يُؤخِّرُه و إنما يُستخرجُ بالنذرِ من البخيلِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 314
| التخريج : أخرجه البخاري (6692)، ومسلم (1639) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: قدر - كل شيء بقدر نذور - النهي عن النذر وأنه لا يرد شيئا صدقة - ذم البخل
|أصول الحديث
حرَصَ الإسلامُ على أنْ تكونَ الطاعاتُ خالِصَةً للقُربَةِ والعِبادَةِ، وليست كالعِوَضِ على أمْرٍ ومصلحةٍ، بحيث لو لم تحصُلْ هذه المصلحةُ لا تُؤدَّى هذه الطاعَةُ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ النَّذرَ لا يُقرِّبُ شيئًا ولا يُؤخِّرُه"، والنَّذرُ عَهدٌ يَقطَعُه الإنْسانُ على نَفْسِه، ويَلتزِمُه؛ فيُوجِبُ على نفْسِه شيئًا لم يجِبْ عليه في الأصلِ، والمقدورُ لا يتغيَّرُ من شَرٍّ إلى خَيرٍ بسَبَبِ النَّذرِ، "وإنَّما يُستخرَجُ بالنَّذرِ من البَخيلِ"، أي: إنَّه أشبَهُ بإلزامِ البَخيلِ بإخراجِ شَيءٍ لم يكُنْ يُريدُ أنْ يُخرِجَه من تِلْقاءِ نَفْسِه، فغيرُ البَخيلِ يُعطي باختيارِه؛ فعادةُ الناسِ تعليقُ النُّذورِ على حُصولِ المنافِعِ، ودَفعِ المَضارِّ؛ فنَهَى عنه، فإنَّ ذلك فِعلُ البُخلاءِ؛ إذِ السَّخيُّ إذا أرادَ أنْ يتقرَّبَ إلى اللهِ تَعالى استعجَلَ فيه وأتى به في الحالِ، والبخيلُ لا تُطاوِعُه نَفْسُه بإخراجِ شَيءٍ من يَدِه إلَّا في مُقابَلةِ عِوَضٍ يُستوْفى أولًا، والمرادُ بالنَّهيِ هنا: هو التأكيدُ لأمْرِه وتَحذيرُ التَّهاوُنِ به بَعدَ إيجابِه؛ فإنَّ الوفاءَ بالنَّذرِ -إذا كان طاعةً- واجبٌ. وأيضًا الحَضُّ على التَّقليلِ منه لا الزَّجرُ عنه؛ لأنَّ الإنسانَ قد يقَعُ في حَرَجِ عَدَمِ الوفاءِ به، وقد مَدَحَ اللهُ عزَّ وجلَّ في كتابِه الوافيَ بنَذْرِه كما في قولِه تَعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} [الإنسان: 7] ( ).
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها