الموسوعة الحديثية


- صَفوةُ اللهِ من أرضِه الشَّامُ ، و فيها صَفْوتُه من خلقِه و عبادِه ، و لَيدْخُلَنَّ الجنةَ من أمَّتِي ثُلَّةٌ لا حِسابَ عليهم و لا عذابَ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3765 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبراني (8/229) (7796)
للشَّامِ وما جاوَر بَيْتَ المَقْدِسِ فَضْلٌ عظيمٌ؛ فهي الأرْضُ المُباركةُ، وهي مَهْبِطُ الكثيرِ من الرِّسالاتِ والوَحْيِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "صَفْوةُ اللهِ من أرضِه الشَّامُ"، أي: خِيرتُهُ من الأرْضِ، وأفضلُ البِقاعِ بالنَّظَرِ إلى ما يَقَعُ فيها من الطاعاتِ، والشَّامُ تَضُمُّ حاليًّا سُوريَةَ والأُرْدُنَ وفِلَسْطِينَ ولُبْنانَ، ويَحتمِلُ أنَّه أُرِيدَ بالشَّامِ القُّدْسُ، "وفيها صَفْوَتُهُ من خَلْقِهِ وعِبادِهِ"، أي: خِيرةُ عِبادِ اللهِ في أرْضِهِ؛ فإنَّ المُخْتارين من العِبادِ هم أهْلُ طاعاتِهِ، وفي هذا إشارةٌ إلى وجْهِ اصْطِفائِها وكأنَّ الشَّامَ مخصوصٌ بما عدا الحرمَيْنِ وبَيْتِ المَقْدِسِ، ويَحتمِلُ أنَّه أُرِيدَ بالشَّامِ القُدْسُ، وأنَّ الخَيْريَّةَ تكونُ في أهْلِها آخِرَ الزَّمانِ؛ كما تُشيرُ رِوايةُ الطَّبَرانيِّ المُفَسِّرةِ لهذا الحديثِ، وفيها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "يا أيُّها الناسُ، تُوشِكون أنْ تكونوا أجْنادًا مجنَّدَةً: جُنْدٌ بالشَّامِ، وجُنْدٌ بالعِراقِ، وجُنْدٌ باليَمنِ"، فقال عبدُ اللهِ بن حَوالَةَ: يا رسولَ اللهِ، إنْ أدْرَكني ذلك الزَّمانُ فاخْتَرْ لي قال: "إنِّي أختارُ لكَ الشامَ؛ فإنَّه خِيرَة المسْلمِينَ، وصَفْوَةُ الله مِنْ بلادِه، يَجْتَبي إليْها صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِه، فَمَنْ أبى فَلْيَلْحَقْ بيَمَنِه، ولَيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ؛ فإنَّ الله قد تكفَّل لي بالشامِ وأهْلِه".
وقوْلُهُ: "وليَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ من أُمَّتِي ثُلَّةٌ"، أي: طائفةٌ، "لا حِسابَ عليهم ولا عَذابَ" وكأنَّ المُرادَ بهم السَّبْعون أَلْفًا الذين ثَبَتَ في الصَّحيحِ أنَّهم يَدْخُلون الجَنَّةَ، والسِّياقُ يُرْشِدُ إلى أنَّهم أو أكْثَرَهم من أهْلِ الشَّامِ، وجاءَ وَصْفُ هؤلاءِ السَّبْعين أَلْفًا في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما في الصَّحيحينِ فقال: "هم الَّذين لا يَستَرْقُونَ، ولا يَتطيَّرونَ، وعلى ربِّهم يَتوكَّلونَ". والناسُ ثَلاثُ طَبَقاتٍ: مَنْ يُحاسَبُ ويُعاقَبُ، ومَنْ يُحاسَبُ ويُعْفَى عنه، ومَن لا حِسابَ عليه ولا عِقابَ.
وفي الحديثِ: فَضيلةٌ ومَنقَبةٌ عظيمةٌ لبِلادِ الشَّامِ وأهْلِها( ).