الموسوعة الحديثية


- من وجَد من هذا الوسواسِ ، فليقُلْ : آمنَّا باللهِ ورسولِه ثلاثا، فإنَّ ذلك يَذهبُ عنه .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 6587 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (626)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (1618)، والديلمي في ((الفردوس)) (5489) باختلاف يسير
الشَّيْطانُ عدوٌّ مُبينٌ للإنسانِ ولا يَدَّخِرُ جُهْدًا في غَوايةِ الإنْسانِ وإضْلالِهِ؛ فَيَدْخُلُ عليه مِنْ كُلِّ بابٍ، ومن هذه البواب: الوَساوسُ وإلقاءُ الشُّبهاتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَنْ وَجَدَ مِن هذا الوَسْواسِ" يعني التي يُلْقيها الشَّيْطانُ في النُّفوسِ فيما يتعلَّقُ باللهِ، والتي أوْضَحَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في روايةِ أَحْمَدَ بقَوْلِهِ: "إنَّ أحدَكُم يَأْتيهِ الشَّيطانُ، فيقولُ: مَن خلَقَك؟ فيقولُ: اللهُ، فيقولُ: مَنْ خلَق اللهَ؟"، فمَنْ صادَف شيئًا من ذلك القَوْلِ والسُّؤالِ، أو وجَد في خاطِرِهِ شيئًا مِن جِنْسِ ذلك الحَديثِ، "فلْيَقُلْ: آمَنَّا باللهِ ورسولِهِ" يعني: آمَنَّا بالَّذي قاله اللهُ تعالى في كتابِهِ، وما بيَّنَتْهُ سُنَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنْ وَصْفِهِ تعالى أنَّه الواحدُ الأحدُ الصَّمدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكُنْ له كُفُوًا أحدٌ، وأنَّه الأوَّلُ والآخِرُ، وبأنَّ اللهَ سُبحانَه ليس بمَخْلوقٍ، ولا تُمثَّلُ صِفاتُه بصِفاتِ المَخْلوقين؛ "فإنَّ ذلك يُذهِبُ عنه"، أي: إنَّ مِثلَ هذا القَوْلِ يَصرِفُ عنه ما أَوْجَدَهُ الشَّيطانُ في نَفْسِهِ؛ لأنَّ الشُّبَهَ منها ما يَنْدفِعُ بطَلَبِ البُرْهانِ، ومنها ما يَنْدفِعُ بالإعْراضِ عنها، وهذا منها.
وفي الحديثِ: الاستعانةُ باللهِ على قَطْعِ وَساوِسِ الشَّيْطانِ( ).