الموسوعة الحديثية


- عليكم باصطناعِ المعروفِ ، فإنه يمنَعُ مصارعَ السُّوءِ ، و عليكم بصدقةِ السِّرِّ ، فإنها تُطفئُ غضبَ الربِّ عزَّ و جلَّ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 4052
| التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قضاء الحوائج)) (6)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - بذل المعروف للناس رقائق وزهد - ما جاء في السعي لقضاء حوائج الخلق عقيدة - إثبات صفات الله تعالى إيمان - توحيد الأسماء والصفات مظالم - شؤم المعصية وبركة الطاعة
|أصول الحديث
عَلَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طُرقَ اكتِسابِ الخيرِ بالبرِّ والإحسانِ، وبيَّنَ الفَضلَ والأجْرَ والثَّوابَ على ذلك، كما في هذا الحديثِ؛ حيث يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عليكم باصطِناعِ الـمعروفِ" والمعنى: الْزَمُوا عمَلَ الخيرِ مع كُلِّ بَنِي آدَمَ؛ مِن بَرٍّ أو فاجرٍ، بلْ ومع سائرِ الحيواناتِ، وقيل: المعروفُ هنا يعودُ إلى مَكارمِ الأخلاقِ مع الـخَلْقِ، والـمُواساةِ لهم بالمالِ، والتعهُّدِ في مُهِمَّاتِ الأحوالِ، مِثْلُ إغاثةِ مَلْهوفٍ، وتَفريجِ كَربِ مَكروبٍ؛ "فإنَّه يَـمنَعُ مَصارِعَ السُّوءِ"، أي: يَحفَظُ مِن السُّقوطِ في الـهَلَكاتِ، فيُجازِيه اللهُ مِن جِنْسِ فِعْلِه؛ بأنْ يَقِيَه مِثلَها، أو يَقِيَه مَصارعَ السُّوءِ عندَ الموتِ، "وعليكم بِصَدقةِ السِّرِّ"، أي: احْرِصوا عليها، وهي الصَّدقةُ التي يُخفِيها الإنسانُ عندَ إخراجِها حتى لا يَعلَمَ بها أحدٌ إلَّا اللهُ؛ "فإنَّها تُطفِئُ غَضبَ الرَّبِّ عزَّ وَجلَّ"، أي: تَدفَعُ غَضبَه، وهو عقابُه، أو يُبْدِلُه بِرضاه؛ لأنها أفضَلُ مِن صَدقةِ العَلنِ؛ لقولِه تعالى: {وَأَنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 271] ، وذلكَ لِسلامَتِها مِن الرِّياءِ والسُّمعةِ؛ فيَنْبغي لمَنْ قدَرَ على ابتداءِ المعروفِ أنْ يُعَجِّلَ به؛ حَذَرًا مِن فَواتِه، وخِيفةً مِن عَجزهِ عَن فِعْلِه في قابلِ الأيَّامِ.
وفي الحديثِ: تَنْوِيهٌ عظيمٌ بفضْلِ المعروفِ وأهلِه .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها