الموسوعة الحديثية


- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو قال : إنَّ أدنَى أهلِ الجنَّةِ منزلةً مَن يسعَى عليهِ ألفُ خادمٍ ، كلُّ خادمٍ على عملٍ ليسَ عليهِ صاحبُهُ قال : وتلا هذهِ الآيةَ ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ) .
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 3705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
من المُبشِّراتِ ما كان يَذْكُرُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُمَّتِه من نَعيمِ الجنَّةِ وما أعدَّه اللهُ للصالِحينَ، وهذا من تَثْبيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُمَّتِه بتَعْريفِهم بما سيُلاقونَه عندَ اللهِ مِنَ الرَّحْمةِ والكَرامَةِ لمن خافَ اللهَ واتَّقاه وعَمِلَ الصالِحاتِ، ونقَل عنه صحابتُه رضي الله عنهم تلك المعاني التي أورَثَها فيهم، كما في هذا الحَديثِ حيثُ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رضَيُ اللهُ عنهما:"إنَّ أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلَةً"، أي: أقَلُّهم مَكانَةً وحظًّا من نَعيمِ الجنَّةِ، وأقَلُّهم نَصيبًا فيها وعَطاءً، "مَنْ يَسْعَى عليه"، أي: يكونُ له من الخَدَمِ، "أَلْفُ خادِمٍ، كُلُّ خادِمٍ على عَمَلٍ ليس عليه صاحِبُه" وذلك لسَعَةِ النَّعيمِ، وكَثْرةِ شُؤونِ الخِدْمَةِ لصاحِبِهم، فقد رُوِيَ أنَّ أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلَةً يُعْطى مِثلَ الدُّنْيا وعَشْرِ أمْثالِها "قال: وتَلا هذه الآيَةَ: {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}، وتمامُها: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان 19 – 21].

ومِثلُ هذا الحديثِ لا يُقالُ اجتهادًا مِن الصحابيِّ، بل له حُكمُ الرَّفعِ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ هو مِن أمورِ الغَيبِ التي لا تُعلَمُ إلَّا بالوحيِ.

وفي الحَديثِ: بَيانُ سَعةِ فَضْلِ اللهِ على عِبادِه وسَعَةِ الجنَّةِ.

وفيه: تَرْغيبٌ في الجنَّةِ بِبَيانِ نَعيمِها وما فيها.