الموسوعة الحديثية


- ما اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النارِ سبعَ مراتٍ في يَوْمٍ إلَّا قالتِ النارُ : يا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ ، و لا يَسْأَلُ اللهَ عَبْدٌ الجنةَ في يَوْمٍ سبعَ مراتٍ ، إلَّا قالتِ الجنةُ : يا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلانًا سألَنِي فَأَدْخِلْهُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 2506 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه في ((المسند)) (213)، وأبو يعلى (6192) واللفظ له، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (321)
جعَلَ اللهُ تعالى الجَنَّةَ جَزاءً لعِبادِه الصَّالِحيَن الذين استَقاموا على أمْرِه، وامتَثَلوا أمْرَه سُبحانَه وتَعالى، وأمَّا النَّارُ فقد جعَلَها اللهُ عقابًا لأُولئِكَ الذين غرَّتْهم الحَياةُ الدُّنيا، وتعلَّقَتْ بقُلوبِهم وقصَّروا في طاعَةِ مَوْلاهم؛ ولأجْلِ هذا فعلَى المُؤمِنِ أنْ يَسأَلَ اللهَ الجَنَّةَ، وأنْ يَستجيرَ به من النَّارِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما استَجارَ عبْدٌ من النَّارِ سَبعَ مرَّاتٍ في يَومٍ"، أي: طلَبَ أنْ يُجارَ منها ويُبعَدَ، وهذا العَدَدُ هو مِن بابِ الإلحاحِ في الدُّعاءِ، "قالتِ النَّارُ: يا ربِّ، إنَّ عبدَكَ فُلانًا قد استَجارَك مِنِّي، فأَجِرْه"، أي: إنَّ النَّارَ تُناجي اللهَ عزَّ وجلَّ، وتَشفَعُ له، وفي قَولِه: (فُلانًا) دَلالَةٌ على أنَّها تُسمِّيهِ باسمِه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ولا يَسأَلُ اللهَ عبدٌ الجَنَّةَ في يَومٍ سَبعَ مرَّاتٍ"، أي: ولا يَسأَلُ عبدٌ من العِبادِ ربَّه في يَومٍ الجَنَّةَ سَبعَ مرَّاتٍ مُكرِّرًا هذا الدُّعاءَ بإلحاحٍ، "إلَّا قالتِ الجَنَّةُ: يا ربِّ، إنَّ عبدَك فُلانًا سَأَلني الجَنَّةَ، فأَدخِلْه"، أي: تَشفَعُ له عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ في دُخولِها، وهذا تَوجيهٌ نَبويٌّ للعِبادِ أنْ يَسأَلوا اللهَ الجَنَّةَ، وأنْ يَطلُبوا منه النَّجاةَ من النَّارِ ويُكرِّروا ذلك بإلحاحٍ؛ فهو تَعالى جَوادٌ كريمٌ، ويَجِبُ أنْ يُسأَلَ ويُطلَبَ منه ويُرغَبَ إليه، وهو يُحِبُّ المُلحِّينَ في الدُّعاءِ، وكُلَّما ألحَّ العبدُ عليه في السُّؤالِ أحَبَّه وقرَّبَه وأعْطاهُ، فلْيُكثِرِ العِبادُ من طَلَبِ الجَنَّةِ، ومن الاستِعاذَةِ من النَّارِ( ).