الموسوعة الحديثية


- مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ جاء يومَ القِيامَةَ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ من نارٍ ، ومَنْ قال في القرآنِ بغيرِ عِلْمٍ جاء يومَ القيامةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ من نارٍ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية | الصفحة أو الرقم : 3/313 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو يعلى (2585)، والطبراني (11/145) (11310)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (7/406)
زَكاةُ العِلْمِ نَشْرُه وإذاعتُه، وقد أخَذَ اللهُ الميثاقَ على الذين أُوتُوا الكِتابَ والعِلمَ أنْ يُبيِّنوه للناسِ، وحذَّرَ مِن مَنْعِه وكتْمِه عن النَّاسِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن سُئِلَ عن عِلمٍ فَكتَمَه"، أي: كعالمٍ يَمنَعُ عِلمَهُ وفُتياه عمَّن يَحتاجُ إليه، أو كمَن عندَه عِلمٌ فيهِ مَنفعةٌ للناسِ، فإذا منَعَه ولـمْ يَنْشُرْه فيهِم أصابَهم ضَررٌ أو ما شابَه، "جاء يومَ القِيامَةِ مُلْجَمًا بلِجامٍ مِن نارٍ"، أي: إنَّ الجزاءَ مِن جِنسِ العملِ؛ فعِقابُه عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يَضَعُ اللهُ في فَمِه قِطعةً مِن حديدٍ مِن نارٍ يومَ القِيامةِ، واللِّجامُ: ما يُوضَعُ في فَمِ الفَرَسِ لِتُقادَ به، والعِلمُ أمانةٌ عندَ العلماءِ، وهم مُكلَّفون بأدائِها لِـمُستَحِقِّيها، وليس مِلْكًا لهم فيَكتُموه، أو يَنشُروا منه ما لا يُصادِمُ أهواءَ العامَّةِ؛ فهذا مِن شِراءِ الدُّنيا بالآخِرةِ، وما أبخَسَها مِن صَفْقةٍ! ومَن كتَمَه فقدْ خان الأمانةَ.
"ومَن قال في القرآنِ بغَيرِ عِلمٍ" بلْ قال برَأْيِه وهو جاهِلٌ بأحكامِه، وقال بما جاء في ذِهنِه، وخطَرَ بِبالِه مِن غيرِ دِرايةٍ بالأُصولِ، ولا خِبرةٍ بالـمَنقولِ، وهذا مِن بابِ التَّجرُّؤِ على كِتابِ اللهِ، "جاء يومَ القِيامةِ مُلْجَمًا بلِجامٍ مِن نارٍ"، وهذا أيضًا مِن بابِ أنَّ الجزاءَ مِن جِنسِ العملِ؛ حيثُ قال بِفَمِه ولِسانِه ما ليس له به عِلمٌ، فيُوضَعُ في ذلك الفَمِ لِجامٌ مِن نارٍ.
وفي الحديثِ: الترهيبُ الشديدُ مِن كَتْمِ العِلمِ، وهذا يَستلزِمُ الأمْرَ بنَشْرِ العِلمِ بيْن الناسِ وتَعليمِه لهم.
وفيه: التَّحذيرُ مِن التعالُـمِ والقَولِ في القرآنِ دُونَ وَجهِ حَقٍّ، ودُونَ اكتسابِ عِلْمٍ حَقيقيٍّ .