الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمرَ بِالأَجْرَاسِ أنْ تُقْطَعَ من أَعْناقِ الإِبِلِ يومَ بدرٍ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد | الصفحة أو الرقم : 1246 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (25166)، وابن حبان (4702) واللفظ لهما، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8809) مختصراً باختلاف يسير
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أُمَّتَه ما يُناسِبُ كُلَّ مَوقِفٍ؛ فمَوقِفُ السِّلْمِ غَيرُ مَوقِفِ الحَرْبِ، والذي يَقتَضي التَّخطيطَ، والتَّعميةَ على العَدُوِّ، وعَدَمَ لَفْتِ أنْظارِه إلى وِجْهةِ المُسلِمينَ؛ لِيَتحقَّقَ عُنصُرُ المُفاجَأةِ.
وفي هذا الحَديثِ تَروي عائِشَةُ أُمُّ المُؤمِنينَ رضِيَ اللهُ عنها: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بالأجْراسِ"، والجَرَسُ: هو الآلةُ التي تُصدِرُ صَوتًا للتَّنبيهِ، وقد كانتْ تُعلَّقُ في رِقابِ الخَيلِ والدَّوابِّ، ومِثلُها كُلُّ ما يُعلَّقُ في عُنقِ البَعيرِ والدَّوابِّ مِمَّا له صَلصَلةٌ وصَوتٌ، "أنْ تُقطَعَ مِن أعْناقِ الإبِلِ يَومَ بَدْرٍ"، وإنَّما كرِهَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه يدُلُّ بصَوتِه على أصْحابِه، وكان عليه السَّلامُ يُحِبُّ ألَّا يَعلَمَ أعْداؤُه به. وقيل: لأنَّه يَصدُرُ عنه أنغامٌ وألحانٌ لها رَنينٌ تُشبِهُ آلاتِ اللَّهوِ والطَّرَبِ في هذا الجانبِ، فهو مِن مَزاميرِ الشَّيطانِ، وقد قيلَ بأنَّ الجَرَسَ يُشبِهُ ناقوسَ النَّصارى الذي يَدْعُون به إلى صَلاتِهم. وقيل: كَرِهَه؛ لأنَّه قال في رِوايةِ النَّسائيِّ: "لا تَصحَبُ الملائكةُ رُفْقةً فيها جَرَسٌ"، والمَقصودُ بمُصاحَبةِ الملائكةِ حُصولُ بَرَكَتِهم باستِغفارِهم، ولهذا كلِّه كَرِهَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمَرَ بقَطْعِه يَومَ بَدْرٍ في السَّنةِ الثانيةِ من الهِجْرةِ، بيْنَ قُرَيشٍ وبيْنَ المُسلِمينَ، وهي أوَّلُ غَزْوةٍ غَزاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .