الموسوعة الحديثية


- ما شبِع آلُ محمَّدٍ من خُبزِ الشَّعيرِ يومَيْن مُتتابعَيْن حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل | الصفحة أو الرقم : 123 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (2970) باختلاف يسير
كانت حياةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِثالًا في الزُّهدِ وشِدَّةِ الحالِ، مع تَمكينِ اللهِ له وفتْحِه عليه، ولكنَّ الدُّنيا كانتْ في يَدِه لا في قلْبِه، وآثَرَ ما يَبْقى على ما يَفْنى، وضرَبَت أمَّهاتُ المؤمنينَ زوجاتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أروعَ الأمثلةِ في الصَّبرِ على البلاءِ، وإيثارِ ما عندَ اللهِ سُبحانه وتعالى على ما هو فانٍ، كما يُوضِّحُ هذا الحديثُ؛ فقد قالت عائشةُ أُمُّ المؤمنين رضِيَ اللهُ عنها: "ما شبِعَ آلُ محمَّدٍ مِن خُبْزِ الشَّعيرِ"، أي: ما ملَأَ أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بُطونَهم حتَّى الشِّبَعِ مِن خُبزِ الشَّعيرِ، "يومينِ مُتتابعينِ"؛ وذلك لِقلَّةِ ذاتِ اليدِ وضِيقِ الحالِ زهْدًا وتقلُّلًا مِن الدُّنيا، "حتَّى قُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: حتَّى مات، علْمًا بأنَّ هذا الخبزَ مِن أشَدِّ أنواعِ المخبوزاتِ طَعمًا ومَذاقًا وملْمَسًا؛ ففيه خُشونةٌ وصلابةٌ، ولا يَستَسيغُه كثيرٌ مِن النَّاسِ، ومع ذلك فقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَجِدُه لِيَشبَعَ منه هو وأهلُه.
ولا تَعارُضَ بينَ هذا الحديثِ وما في الصَّحيحينِ: "أنَّه كان يأخُذُ ممَّا أفاء اللهُ عليه مِن بَني النَّضيرِ وفَدَكٍ قوتَه وقوتَ عِيالِه سَنةً، ثمَّ يَجعَلُ ما فضَلَ مِن ذلك في الكُرَاعِ والسِّلاحِ عُدَّةً في سبيلِ اللهِ"؛ لأنَّه لم يَكُنْ يَكنِزُ مالًا، وكان كثيرَ الصَّدَقةِ، وكان الضِّيفانُ تأْتيهِ، فيُكرِمُهم بما عنده حتَّى يَنتهِيَ، وربَّما كان هذا حالَهم في وقتٍ دون وقتٍ، أو في أكثرِ الأوقاتِ.
وفي الحديثِ: بيانٌ لزُهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وأهلِ بيتِه رضِيَ اللهُ عَنهنَّ.
وفيه: ابتلاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأهلِه رضِيَ اللهُ عَنهنَّ .