الموسوعة الحديثية


- أحسِنوا إقامةَ الصَّفِّ في الصَّلاةِ ، وخيرُ صفوفِ القومِ في الصَّلاةِ أوَّلُها ، وشرُّها آخرُها ، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ في الصَّلاةِ آخرُها ، وشرُّها أوَّلُها
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد | الصفحة أو الرقم : 332 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (10295)، وابن حبان (2179)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حريصًا أشدَّ الحِرصِ على دَلالةِ أصحابِه رضِيَ اللهُ عنهم على الخيرِ في كُلِّ الأمورِ، وتوضيحِ مَواطنَ الشَّرِّ لهم، وتُحذيرِهم منها.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أحْسِنوا إقامةَ الصَّفِّ في الصَّلاةِ"، أي: أَتِمُّوها وأكْمِلُوها، وسَوُّوها على اعتدالِ القائمين على سَمْتٍ واحدٍ، "وخيرُ صُفوفِ القومِ في الصَّلاةِ أَوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها"، أي: أَفضَلُ مَواقفِ الرِّجالِ عندَ صَلاةِ الجماعةِ وأعظمُها أَجْرًا: أنْ يَقِفَ في الصَّفِّ الأوَّلِ خَلْفَ الإمامِ، وأمَّا النِّساء فعلى العَكْسِ؛ فقد أمَرَ اللهُ النِّساءَ بالاحتِجابِ والسُّترةِ عن الأَعيُنِ؛ ولذلك قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وخيرُ صُفوفِ النِّساءِ في الصَّلاةِ آخِرُها"، أي: آخِرُ الصُّفوفِ؛ لِبُعْدِها عن صُفوفِ الرِّجالِ والفِتنةِ، "وشَرُّها أَوَّلُها"؛ وذلك لِقُرْبِها مِن صُفوفِ الرِّجالِ؛ فالواجبُ توقِّي فِتنةِ النِّساءِ بكُلِّ مُستطاعٍ، وعدَمُ اختلاطِ المرأةِ بالرِّجالِ. وهذا إذا كانتِ الصَّلاةُ يَحضُرُ فيها الرِّجالُ والنِّساءُ، أمَّا إذا انفَردتِ النِّساءُ في الجَماعةِ، فهُنَّ كالرِّجال في أفضليَّةِ الصُّفوف الأُولى؛ فخَيرُ صُفوفِهِنَّ أوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها، والمرادُ بشَرِّ الصُّفوفِ في الرِّجالِ والنِّساءِ أَقلُّها ثوابًا وفضلًا، وأبْعَدُها مِن مَطلوبِ الشَّرعِ.
وفي الحديثِ: سَدُّ الذَّرائعِ، والمُباعَدةُ بين الرِّجالِ والنِّساءِ خوفَ الفتنةِ ودُخولِ الحرجِ، ومواقعةِ الإثمِ في الاختلاطِ بهنَّ( ).