الموسوعة الحديثية


- ثمَّ رَكعَ أي النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في صلاةِ الكُسوفِ فأطالَ حتَّى قيلَ لا يرفعُ ثمَّ رفعَ فأطالَ حتَّى قيلَ لا يسجُدُ ثمَّ سجدَ فأطالَ حتَّى قيلَ لا يرفعُ ثمَّ رفعَ فجلسَ فأطالَ الجلوسَ حتَّى قيلَ لا يسجدُ ثمَّ سجدَ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر | الصفحة أو الرقم : 2/627 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
كُسوفُ الشَّمسِ آيَةٌ من آياتِ اللهِ سُبحانَه، وصَلاةُ الكُسوفِ يَحتاجُ الإنسانُ فيها إلى الرُّجوعِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، والإنابةِ إليه والتَّوبةِ، وفِعْلِ الأعْمالِ الصالحةِ؛ حتى تَنجليَ هذه الظاهرةُ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما أنَّه: "انْكَسَفَتِ الشَّمسُ" الكُسُوفُ ذَهابُ ضَوْءِ الشَّمسِ، واسْودادٌ بالنَّهارِ، "على عهْدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" ثم قامَ فصلَّى صَلاةَ الكُسوفِ "فأَطالَ القيامَ" لِيَقْرَأَ ما تَيسَّرَ من القُرْآنِ "حتى قِيلَ لا يَركَعُ، فرَكَعَ فأَطالَ الرُّكوعَ" للتَّسْبيحِ والتَّعْظيمِ للهِ والدُّعاءِ "حتى قيل لا يَرفَعُ، فرَفَعَ"، أي: وَقَفَ من الرُّكوعِ "فأَطالَ" يَدْعو ويَقنُتُ بعدَ الرُّكوعِ " حتى قيل لا يسجُدُ، ثم سَجَدَ، فأَطالَ حتى قيل لا يَرفَعُ ثم رَفَعَ، فجَلَسَ" بين السَّجْدتيْنِ "فأَطالَ الجُلوسَ حتى قيل لا يسجُدُ، ثم سَجَدَ، فأَطالَ السُّجودَ ثم رَفَعَ" وقامَ إلى الرَّكعة الثانيَةِ "وفَعَلَ في الأُخْرى مِثلَ ذلِك حتى انْجَلَتِ الشَّمسُ"، أي: انكَشَفَتْ وزالَ خُسوفُها.
وهذا بَيانٌ أنَّ صَلاةَ الكُسوفِ رَكعتانِ، ولكنْ على هَيْئةٍ مَخْصوصَةٍ؛ من تَطْويلٍ زائِدٍ في القيامِ وغيرِه على العادَةِ، وزيادَةِ رُكوعٍ في كلِّ ركعةٍ .