الموسوعة الحديثية


- الصومُ يومَ تصومون ، والفطرُ يومَ تفطرون ، والأضحى يومُ تُضَحُّونَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه | الصفحة أو الرقم : 280/1 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (697) واللفظ له، وابن ماجه (1660).
لَقَدْ رَفَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ الحرَجَ عن أُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا ما اجْتَهَدوا في تَحْديدِ مَواقيتِ أو أماكِنِ الشَّعائِرِ، وهذا تَيْسيرٌ منه سُبحانَه على الأُمَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الصَّوْمُ يوْمَ تَصومونَ، والفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرونَ"، أي: إنَّ الصَّوْمَ والفِطْرَ يكونُ معَ جَماعَةِ المسلِمينَ وأغْلَبِهِم، "والأَضْحَى يوْمَ تُضَحونَ"، أي: وكَذلك عِيدُ الأَضْحى يَلْزَمُ فيه الجَماعَةُ، وهو العيدُ الَّذي يُضَحِّي فيه المسلِمونَ، ويُفهَمُ أيضًا مِن مَعْنى هذا الحَديثِ: أنَّ الخطَأَ في حِسابِ الأهِلَّةِ مَوضوعٌ عَنِ النَّاسِ فيما كان سَبيلُه الاجتِهادَ؛ فلو اجتَهَد قومٌ في تَحرِّي الهلالِ ولَم يرَوْه إلَّا بعدَ الثَّلاثينَ، فلَمْ يُفطِروا حتَّى استَوفَوُا العَدَدَ، ثمَّ ثَبَتَ عِندَهُم أنَّ الشَّهْرَ كان تِسعًا وعِشرينَ؛ فإنَّ صَوْمَهُم وفِطْرَهم ماضٍ ولا شَيءَ عليهم، ومِثلُه إذا أَخْطَؤوا في تَحْديدِ الهِلالِ في الحَجِّ، ومِن ثَمَّ يقَعُ الخَطَأُ في يَومِ عَرَفةَ؛ فإنَّه ليس عليهم إعادَتُه ويُجْزِئُهم أَضْحاهُم كذَلِك؛ وإنَّما هذا تَخفيفٌ مِنَ اللهِ سُبحانَه ورِفْقٌ بعِبادِهِ( ).