الموسوعة الحديثية


- عن أنس قال : ما كان التثويبُ إلا في صلاةِ الغداةِ إذا قال المؤذنُ حيّ على الفلاحِ قال الصلاةُ خيرٌ من النومِ مرتينَ
الراوي : محمد بن سيرين | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح مشكل الآثار | الصفحة أو الرقم : 15/365 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (6084) واللفظ له، والدارقطني (1/243)، والبيهقي (2064)
الأذانُ للصَّلاةِ هو إعلامٌ للنَّاسِ بدُخولِ وَقتِها للتَّهيُّؤِ والاستِعدادِ لها، وكَلِماتُ الأذانِ تَوقيفيَّةٌ، وقد علَّمَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَفْسِه لبَعضِ أصحابِه، حَرفًا حَرفًا، وكَلِمةً كَلِمةً.
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ أحكامِ الأذانِ وبَعضِ خصائِصِ بعضِ ألفاظِه، وفيه يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "ما كان التَّثويبُ"، وهو قَولُ المُؤذِّنِ بعدَ حيَّ على الفَلاحِ: الصَّلاةُ خَيرٌ من النَّومِ مرَّتينِ، وهو سُنَّةٌ في أذانِ الصُّبحِ، "إلَّا في صَلاةِ الغَداةِ"، وهي صَلاةُ الفَجرِ أو الصُّبحِ، أي: إنَّه لا يكونُ في غَيرِه من الصَّلواتِ، وخُصَّ أذانُ الفَجرِ بها؛ لكَونِ أغلَبِ النَّاسِ في هذا الوَقتِ نيامًا، ثم حدَّدَ مَوضِعَه في الأذانِ، فقال: "إذا قال المُؤذِّنُ: حَيَّ على الفَلاحِ، قال: الصَّلاةُ خَيرٌ من النَّومِ"، أي: إذا وصَلَ المُؤذِّنُ في أذانِه إلى قَولِه: حيَّ على الفَلاحِ، يقولُ بعدَها: الصَّلاةُ خَيرٌ من النَّومِ ويُردِّدُها مرَّتينِ، ومَعناها: هَلُمُّوا وقوموا من فُرُشِكم، وبيانُ أنَّ الصَّلاةَ أفضَلُ من النَّومِ لِمَا فيها من الأجْرِ والثَّوابِ الذي ربَّما يُضيعُه النَّومُ؛ فهي تَنبيهٌ للنَّائِمِ وتَذكيرٌ له. وقيل: إنَّما سُمِّيَ تَثويبًا مِن ثابَ يَثوبُ إذا رجَعَ؛ فهو رُجوعٌ إلى الأمْرِ بالمُبادَرَةِ إلى الصَّلاةِ؛ فإنَّ المُؤذِّنَ إذا قال: حيَّ على الصَّلاةِ، فقد دَعاهم إليها، فإذا قال بعدُ: الصَّلاةُ خَيرٌ من النَّومِ، فقد رجَعَ إلى كَلامٍ مَعناه المبادَرَةُ إليها.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ أُمورَ الدِّينِ والعِباداتِ تَوقيفيَّةٌ، وليستْ بالهَوى( ).