الموسوعة الحديثية


- لا تَتَمَنَّوْا لقاءَ العَدوِّ، واسألوا اللهَ العافيةَ، إذا لَقيتُموهم فاثبُتوا، وأكثِروا ذِكرَ اللهِ تَعالى، فإذا صَيَّحوا وأجلَبوا فعَليكمُ الصَّمتُ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية | الصفحة أو الرقم : 5/67 | خلاصة حكم المحدث : حسن لشواهده
العَافِيَةُ نِعمةٌ مِنَ النِّعَمِ الَّتي يَنبغِي للمَرْءِ أنْ يُدَاوِمَ على سُؤالِ المَوْلَى سُبحانه وتَعالى إيَّاها؛ ولذلك نَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ عن تَمَنِّى لِقاءِ العَدُوِّ؛ فقال: "لا تَتمنَّوا لِقاءَ العدُوِّ"؛ لأنَّه لا يَعلمُ ما يَنْتهي إليه أمرُه، ولا كيف يَنْجُو منه، ولأنَّ النَّاسَ مُختلِفون في الصَّبْرِ على البَلاءِ، ولأنَّ العافيةَ والسَّلامةَ لا يَعْدِلُها شَيءٌ، وأيضًا نَهَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن تَمَنِّي لِقاءِ العَدُوِّ؛ لِمَا فيه مِن صُورةِ الإعجابِ بالنَّفْسِ والاتِّكالِ عليها، والوُثوقِ بأَسبابِ القُوَّةِ، ولأنَّه يَتضمَّن قِلَّةَ الاهتمامِ بالعَدُوِّ واحتقارَهُ، وهذا يُخالِفُ الاحتياطَ والحَزْمَ؛ كلُّ هذه المعاني يَتضمَّنُها نَهْيُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن تَمَنِّي لِقاءِ العَدُوِّ، "واسْأَلوا اللهَ العافيةَ" وأَمْرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسُؤالِ اللهِ العافيةَ الَّتي هي مِنَ الألفاظِ العامَّةِ المُتناوِلَةِ لدَفْعِ جميعِ المكروهاتِ، "إذا لَقِيتُموهم فاثْبُتوا"، أي: إذا جَرى القضاءُ بلِقاءِ العدُوِّ، وجَبَ عليكم الصَّبرُ، "وأكْثِروا ذِكْرَ اللهِ تعالى"، أي: عندَ القِتالِ ولِقاءِ العدُوِّ اذْكُروا واسأَلُوه الثَّباتَ، "فإذا صَيَّحوا وأجْلَبوا"، أي: جعَلَ العدُوُّ يَرفَعُ صَوتَه لابتداءِ المعركةِ، "فعليكم بالصَّمتِ"، أي: الْزَمُوا الصَّمتَ والهُدوءَ.