الموسوعة الحديثية


- يا عقبةُ أَلا أُعَلِّمُكَ سِوَرًا ما أُنْزِلَتْ في التوراةِ و لا في الزَّبُورِ و لا في الإنْجِيلِ و لا في الفرقانِ مثلهُنَّ ، لا يأْتِيَنَّ عليكَ [ليلة] إلَّا قرأْتَهُنَّ فيها ، قُلْ هُوَاللهُ أحدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 2861 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
القُرْآنُ الكريمُ هو كَلامُ اللهِ تعالى الَّذي أوحاهُ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وتَتفاضَلُ سُوَرُه وآياتُه بحَسَبِ حِكمةِ اللهِ تعالى، وفي هذا الحَديثِ يَحكي عُقْبةُ بنُ عامرٍ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّه كان يومًا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وطلَبَ منه أنْ يُعلِّمَه القرآنَ وأنْ يُعلِّمَه سُورةَ هُودٍ، وسُورةَ يُوسُفَ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا عَلِمَ حُبَّه وحِرصَه على تعلُّمِ القرآنِ: "يا عُقبةُ، ألَا أُعلِّمُك سُورًا ما أُنزِلَتْ في التَّوراةِ" وهو كِتابُ اللهِ الَّذي أنزَلَهُ على نَبيِّه مُوسى عليه السَّلامُ، "ولا في الزَّبورِ" وهو كِتابُ اللهِ الَّذي أنزَلَهُ على نَبيِّه داودَ عليه السَّلامُ، "ولا في الإنجيلِ" وهو كِتابُ اللهِ الَّذي أنزَلَهُ على نَبيِّه عيسى عليه السَّلامُ، "ولا في الفُرقانِ مِثْلُهنَّ؟" أي: ولا يُوجَدُ في القُرآنِ مِثْلُهنَّ في بابِ التَّوحيدِ والاستعاذةِ باللهِ مِن كلِّ شَرٍّ، ثمَّ أوصاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائلًا: "لا يأْتِيَنَّ عليك إلَّا قَرأَتَهنُّ فيها" وهذا إرشادٌ لعُقبةَ بنِ عامرٍ أنْ يَقرَأَ هذه السُّورَ كلَّما مَرَّ عليها في القُرآنِ أو تَذكَّرَهنَّ، سواءٌ كانتْ قِراءتُها في الصَّلاةِ أو في تَرتيلِ القُرآنِ ومُراجعتِه خارجَ الصَّلاةِ، وفي رِوايةِ ابنِ حِبَّانَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "يا عُقبةُ بنَ عامرٍ، إنَّك لنْ تَقرأَ سورةً أحبَّ إلى اللهِ ولا أبلغَ عِندَه مِن أنْ تقرأَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}؛ فإنِ استطعْتَ ألَّا تَفوتَك في صَلاةٍ فافعلْ"؛ فحثَّه على تَكرارِ قِراءتِها في كُلِّ صلاةٍ.
"ألَا أُخبِرُك بأفضَلِ ما تعوَّذَ به المُتعوِّذون"، أي: أفضَلُ ما تتلُوَه مِن القُرْآنِ في بابِ التَّعوُّذِ باللهِ مِن الشُّرورِ أنْ تَقرَأَ: "{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}"، والفَلَقُ هو ضَوءُ الصُّبحِ؛ فإنَّ في هذه السُّورِ بَيانَ أنَّ التَّوحيدَ الخالِصَ للهِ، وأنَّه الواحدُ الأحَدُ الَّذي ليس له مَثيلٌ، وفيها بَيانُ أنَّ الالْتِجاءَ والاحتِماءَ لا يكونُ إلَّا باللهِ سُبحانَه وتعالى وحْدَه دونَ غيرِه.
وفي الحديثِ: بيانُ مَنزلةِ سُورةِ الإخلاصِ وسُورتَيِ الفلَقِ والنَّاسِ.
وفيه: تفاضُلُ سُوَرِ القُرْآنِ؛ لِما تَحتويهِ بعضُ السُّوَرِ مِن مَعانٍ ومَدلولاتٍ لا تَشمَلُها بعضُ السُّوَرِ الأُخرى.