الموسوعة الحديثية


- إذا وليَ أحدُكم أخاهُ فليحسِنْ كفنَه فإنهم يُبعثونَ في أكفانِهم ويتزاوَرونَ في أكفانِهم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة | الصفحة أو الرقم : 1/441 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد | التخريج : أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (9/80)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/240)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على تَعليمِ أُمَّتِه الآدابَ الشَّرعيَّةَ كلَّها، وهنا يُرشِدُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى بعضِ الآدابِ الخاصَّةِ بالمَوتى، مِثلَ إِحسانِ التَّكفينِ؛ فيقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إذا وَلِيَ أحدُكم أخاهُ"، أي: وَلِيَ أمْرَ جنازةِ ميِّتٍ مُسلِمٍ؛ مِن تَغسيلٍ وتكفينٍ ودفْنٍ، "فلْيُحسِنْ كفَنَهُ"، وهذا إِرشادٌ وَتعليمٌ وأَمرٌ بإحسانِ التَّكفينِ للميِّتِ، وليسَ المُرادُ بإحسانِه السَّرفَ فيهِ والمُغالاةَ ونَفاستَه، وإنَّما المُرادُ نظافتُه ونَقاؤُه، وكَثافتُه وسَتْرُه، وتَوسُّطُه، وكَونُه مِن جِنسِ لِباسِه في الحَياةِ غالبًا، لا أَفخرَ مِنه، ولا أَحقرَ؛ "فإنَّهم يُبْعَثون في أكفانِهم"، وذلك يومَ القيامةِ، "ويَتزاورُون في أكْفانِهم"، أي: تَتزاوَرُ المَوتى، وتَزاوُرُهم هذا يكونُ في البرزخِ كما يَتزاوَرُ الأحياءُ.
وفيه: الأَمرُ بإِحسانِ الكَفنِ مِن غيرِ إِسرافٍ وَلا تَقتيرٍ فيه.