الموسوعة الحديثية


- أسلمُ سالَمها اللهُ وغِفارُ غفَر اللهُ لها وتُجِيبُ أجابَتِ اللهَ ورسولَه فقال له أبو الخيرِ يا أبا الأسودِ أنت سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُ تُجِيبَ قال نَعَمْ
الراوي : عبدالله بن سندر الجذامي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/49 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | التخريج : أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (10/49)، والدولابي في ((الكنى والأسماء)) (112)، والبغوي في ((معجمه)) (1717)، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (10/49)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4215)
الإسراعُ إلى الطَّاعةِ يُقرِّبُ مِن اللهِ، ويَرفَعُ دَرجةَ الطَّائعِ، وقد رفَعَ الإسلامُ مِن قدْرِ كثيرٍ مِن النَّاسِ الَّذين لم يكُنْ لهم ذِكْرٌ؛ بفضْلِ سَبْقِهم وحُسنِ بلائِهم في الإسلامِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ سَنْدَرٍ الجُذاميُّ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "أسلَمُ سالَمَها اللهُ"، أي: قَبيلَةُ أسْلمَ، سالَمَها اللهُ وصالَحَها؛ لدُخولِها في الإِسلامِ طَوعًا بغَيرِ حرْبٍ، "وغِفارٌ غفَرَ اللهُ لها"، أي: قَبيلَةُ غِفارٍ، غَفرَ اللهُ لَها ما كان مِن أفعالٍ شائنةٍ في الجاهليَّةِ؛ مِن السَّرقةِ وقطْعِ الطَّريقِ، "وتُجَيبُ"، وهي قَبيلةُ تُجَيبَ العربيَّةُ، "أجابَتِ اللهَ ورسولَه"، أي: أجابَتْ دَعوةَ الإسلامِ؛ فلها الأجْرُ على ذلك، وهذا دُعاءٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهذِه القَبائلِ على مُسارَعَتِهم للإسلامِ، ويَحتمِلُ أيضًا أنَّه إخبارٌ بأنَّ اللهَ تعالى سَلَّمَها وغَفَرَ لها بسَببِ إجابتِها لِلهِ ورسولِه.
قال يَزِيدُ بنُ أبي حَبيبٍ مِن رُواةِ الحديثِ: "فقال له أبو الخيرِ"، وهو مَرْثَدُ بنُ عبدِ اللهِ اليَزنيُّ: "يا أبا الأسودِ"، وكان ابنُ سَنْدَرٍ يُكْنَى أبا الأسودِ، "أنت سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ تُجَيْبَ؟ قال: نعمْ".
وهذِه القبائلُ كانوا في الجاهليَّةِ خاملينَ، فلمَّا سَبَقوا إلى الإسلامِ وحسُنَ بلاؤُهم فيه؛ شَرُفُوا بذلك، وفضَّلَهم اللهُ على غَيرِهم مِن ساداتِ العرَبِ ممَّن تأخَّرَ إسلامُهم، كما شرَّفَ بلالًا وعمارًا على صناديدِ قُريشٍ، وكأنَّ هذا التَّفضيلَ كان جوابًا لمَن احتقَرَ هذِه القبائلَ مُطلقًا.
وفي الحديثِ: بَيانُ مَنقبةٍ لكلٍّ مِن أسلَمَ وغِفارٍ وتُجَيبَ.