الموسوعة الحديثية


- لما كان يومُ فتحِ مَكةَ دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بماءٍ وستَرَتْ أمُّ هانِئٍ وأمُّ سُلَيمٍ أمُّ أنسِ بنِ مالكٍ بملْحَفَةٍ ثمَّ دخلَ بيتَ أمِّ هانِئٍ فصلَّى الضُّحَى أربعَ ركعاتٍ
الراوي : فاختة بنت أبي طالب أم هانئ | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 2/241 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات | التخريج : أخرجه أحمد (27386) بنحوه، والطبراني (24/430) (1052) واللفظ له
في هذا الحَديثِ تَحكِي أُمُّ هانئٍ بنتُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه: "لَمَّا كان يومُ فتْحِ مكَّةَ دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بماءٍ"، أي: للغُسلِ، "وسُتِرَتْ أُمُّ هانئٍ وأُمُّ سُليمٍ أُمُّ أنسِ بنِ مالكٍ بمِلْحفةٍ" وهي ثَوبٌ يُلتحَفُ به، "ثمَّ دخَلَ بيتَ أُمَّ هانئٍ فصلَّى الضُّحى أربَعَ رَكعاتٍ". وأُمُّ هانئٍ هي بنتُ أبي طالبٍ بِنتُ عمِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أَسْلَمَتْ عَامَ الْفَتْحِ، وأمُّ سُلَيم هي بنتُ ملحان بنِ خالدٍ الأنصاريةُ كانتْ تحتَ مالكِ بن النَّضرِ فى الجاهليةِ، فولدتْ له أنسَ بنَ مالكٍ، ثُمَّ خلَفَ عليها بَعدَه أبو طلحةَ الأنصارىُّ؛ خَطبَها مُشرِكًا، فلمَّا علِمَ أنَّه لا سَبيلَ له عليها إلَّا بالإسلامِ أسلمَ وتزوَّجَها، وحَسُنَ إسلامُه.
وقد ورَدَتْ رِواياتٌ في صَحيحِ مُسلِمٍ وغَيرِهِ تُفِيدُ اختِلافًا في عَددِ رَكَعاتِ الضُّحى ومَشروعيَّتِها، وكُلُّها مُتَّفقةٌ عندَ التَّحقيقِ؛ وحاصلُها: أنَّ الضُّحى سُنَّةٌ مُؤكَّدةٌ، وأنَّ أقلَّها رَكْعتانِ، وأكْمَلَها ثَمانِ رَكَعاتٍ، وأمَّا الجمْعُ بيْن حَديثَيْ عائِشةَ في نَفْيِ صَلاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الضُّحى وإثْباتِها: فهو أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصَلِّيها بعضَ الأوقاتِ لِفَضْلِها، ويَترُكُها في بَعضِها؛ خَشيةَ أنْ تُفْرَضَ، كما ذَكَرَتْهُ عائشةُ. ويُتَأوَّلُ قوْلُها: "ما كان يُصَلِّيها إلَّا أنْ يَجِيءَ مِن مَغِيبِه"، على أنَّ مَعْناهُ: ما رَأيْتُه، كما قالتْ في الرِّوايةِ الثَّانيةِ عندَ مُسلمٍ: "ما رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي سُبْحَةَ الضُّحى"، وسَبَبُه: أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما كان يُوجَدُ عندَ عائِشةَ في وقْتِ الضُّحى إلَّا في نادِرٍ مِن الأوقاتِ؛ فإنَّه قد يكونُ في ذلك مُسافِرًا، وقدْ يكونُ حاضِرًا ولكنَّهُ في المسجِدِ، أو في مَوضعٍ آخَرَ، وإذا كان عندَ نِسائِه فإنَّما كان لها يَوْمٌ مِن تِسْعَةٍ، فيَصِحُّ قَوْلُها: "ما رَأيْتُه".