الموسوعة الحديثية


- لمَّا قدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكَّةَ كان قَيسُ بنُ سعدٍ في مُقَدِّمتِه بينَ يدَيه بمنزلةِ صاحبِ الشُّرطةِ فكُلِّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قَيسٍ أن يصرِفَه عنِ الموضعِ الَّذي وضَعَه به مخافةَ أن يتقدَّمَ على شيءٍ فصرَفَه عن ذلك
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 9/348 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح | التخريج : أخرجه الطبراني (18/346) (880) واللفظ له، وأخرجه البخاري (7155) مختصراً باختلاف يسير
كان لكلِّ صَحابيٍّ مِن صَحابةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَورٌ ومَنزلةٌ عند رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: "لَمَّا قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكَّةَ، كان قيسُ بنُ سعدٍ" وهُو قيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادةَ، وكانَ سيِّدًا شُجاعًا ومِن الدُّهاةِ الأذْكياءِ، "في مُقدِّمَتِه بيْن يدَيْه بمَنزلةِ صاحبِ الشُّرْطةِ"، أي: يكونُ واقِفًا ومُتقدِّمًا بيْن يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُطيعًا لأمرِهِ، كأنَّه بمَنزِلةِ صاحبِ الشُّرْطةِ مِنَ الأميرِ، وهوَ مَنصِبٌ استَحْدَثهُ الأُمراءُ فيما بعدُ، وهو الَّذي يَتقدَّمُ ويَقِفُ بيْن يدَيِ الأميرِ؛ لتَنفيذِ أوامرِهِ، وهو يَنوبُ مكانَه في إقامةِ الأُمورِ السِّياسيَّةِ، ويكونُ قائدَ الحرسِ، "فكلَّمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قيسٍ"، أي: سَعدُ بنُ عُبادةَ كلَّمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ابنِه قيسٍ، كما في رِوايةِ البزَّارِ، "أنْ يَصرِفَه عن الموضعِ الَّذي وضَعَه به؛ مَخافَةَ أنْ يتقدَّمَ على شَيءٍ"، أي: خشِيَ أنْ يقَعَ مِن ابنِهِ شَيءٌ يُنكِرُه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فسأَلَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَعزِلَه منه، "فصرَفَهُ عن ذلك"، أي: استجابَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لرَغبةِ سَعدٍ رضِيَ اللهُ عنه.
وفي الحديثِ: بَيانُ مكانةِ ومنزِلةِ قيسِ بنِ سَعدِ بنِ عُبادةَ.
وفيه: اتِّخاذُ الإمامِ مَن يَنوبُ مكانَه في بعضِ الأُمورِ.