الموسوعة الحديثية


- جاء ناسٌ – يعني من الأعرابِ – إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقالوا : إنَّ ناسًا من المُصَّدِّقين يأتوننا ، فيظلموننا ، قال : أرْضوا مُصَّدِّقيكم . قالوا : يا رسولَ اللهِ ! وإن ظلمونا ؟ قال : أرْضوا مُصَّدِّقيكم وإن ظُلِمتم
خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الشرعية الصغرى | الصفحة أو الرقم : 360
| التخريج : أخرجه أبو داود (1589) واللفظ له، ومسلم (989)، والنسائي (2460) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة زكاة - عامل الزكاة ما له وما عليه زكاة - الأمر برضا عامل الصدقة
|أصول الحديث
في هذا الحَديثِ يَحكي جَريرُ بنُ عَبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: "جاءَ ناسٌ مِنَ الأعرابِ"، جمْعُ أعرابيٍّ، وهو الَّذي يَسكُنُ الصَّحراءَ مِن العرَبِ، "إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: إنَّ ناسًا مِنَ المُصَدِّقينَ"، أي: عُمَّالِ الزَّكاةِ الَّذينَ يُقدِّرون الأَموالَ ويَأخُذون مِنها الزَّكاةَ، "يَأْتوننا فيَظلِموننا"، أي: يَأخُذونَ أكثرَ ممَّا هوَ مَطلوبٌ منَّا، فَقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أَرْضُوا مُصَدِّقيكُم"، ومَعناه: أَرْضُوهم ببَذلِ الوَاجبِ ومُلاطفَتِهم وتَركِ مَشاقِّتِهم، "قالوا: يا رسولَ اللهِ، وإنْ ظَلَمُونا؟ قال: أَرْضُوا مُصَدِّقيكم وإنْ ظُلِمْتُم"، وهذا الكلامُ مَبنِيٌّ على فرْضِ الظُّلمِ وتَقديرِه، لا على وُقوعِه حَقيقةً، ولأنَّ عُمَّالَ الصَّدقاتِ إنْ عَدَلوا فلِأنفُسِهم، وإنْ ظَلَموا فعلَيهم، وهذا لا يَعْني الظُّلمَ لأصحابِ الأموالِ، بلْ هو مِن التَّشديدِ؛ ليَكونَ أحفَظَ لحُدودِ اللهِ، وأداءِ الزَّكاةِ الواجبةِ، وقد يُحمَلُ على أنَّ للعاملِ تأويلًا في طلَبِ الزَّائدِ على الواجِبِ، وقد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جامعي الزَّكاةِ بعدَمِ الظُّلمِ وتجنُّبِ كَرائمِ الأموالِ، فقال لهم- كما في الحديثِ الَّذي رواهُ مُسلمٌ في صَحيحِه-: "فإيَّاكَ وكَرائمَ أمْوالِهم، واتَّقِ دَعْوةَ المَظلومِ؛ فإنَّه ليس بيْنهُ وبيْن اللهِ حِجابٌ".
وفي الحديثِ: ضَرورةُ إخراجِ الزَّكاةِ في كلِّ الأحوالِ.
وفيه: إرضاءُ عُمَّالِ الزَّكاةِ بإعطاءِ الزَّكاةِ بطِيبِ نفْسٍ وعَدمِ مُماطَلةٍ في قَدْرِها.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها