الموسوعة الحديثية


- كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سافر فركِب راحلتَه قال بإصبعِه هكذا وقال اللَّهمَّ أنت الصَّاحِبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأهلِ والمالِ اللَّهمَّ اصْحَبْنا بنُصحٍ واقْلِبْنا بذمَّةٍ اللَّهمَّ ازْوِ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السَّفرَ أعوذُ بك من وَعْثاءِ السَّفرِ وكآبةِ المُنقلبِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السخاوي | المصدر : البلدانيات | الصفحة أو الرقم : 206 | خلاصة حكم المحدث : حسن | التخريج : أخرجه أبو داود (2598)، والترمذي (3438)، والنسائي (5501)، وأحمد (9205) باختلاف يسير، والسخاوي في ((البلدانيات)) (33) واللفظ له
كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَذكُرُ اللهَ كلَّ وقتٍ وحِينٍ؛ في الحَضَرِ والسَّفرِ، صباحًا ومَساءً، قبلَ النَّومِ وبعدَه، قبلَ الطَّعامِ وبعدَه، يذكُرُ اللهُ بقَلبِه ولِسانِهِ، قائمًا وقاعِدًا ومُضطجِعًا، وهذا الحَديثُ يُبيِّن أحدَ المواطِنِ الَّتي كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يخُصُّها بالذِّكر، وهو السَّفَرُ، حيثُ يقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا سافَرَ فركِبَ راحِلتَه، قال بإصبَعِه هَكذا"، أي: رفَعَ إصبَعَه وأشار بها، والرَّاحلةُ: النَّاقةُ أو الجمَلُ الَّذي يُسافَرُ عليه، وقال: "اللَّهُمَّ أنت الصَّاحبُ في السَّفرِ"، يَعني: تَصْحبُني في سَفري، وتُيسِّرُه لِي، وتُسهِّلُه عليَّ، "والخليفةُ في الأهْلِ والمالِ"، أي: تَحوطُهم بِرعايتِك وعِنايتِك، "اللَّهُمَّ اصْحَبْنا بنُصحٍ"، أي: احْفَظْنا بحِفْظِك في سفَرِنَا، "واقْلِبْنَا بذِمَّةٍ"، أي: وأرْجِعْنا مِن سفَرِنا ونحن في ذِمَّةٍ وعهْدٍ بالحِفْظِ، "اللَّهُمَّ ازْوِ لنا الأرضَ"، أي: قرِّبْ لنا الأرضَ؛ بأنْ يَقطَعُوها بسُهولةٍ ويُسْرٍ، "وهوِّنْ علينا السَّفرَ"، أي: اجْعَلْه سَهلًا ليس فيه عَناءٌ، ولا يُصيبُنا بلاءٌ ولا تعَبٌ، "أعوذُ بك مِن وَعْثاءِ السَّفرِ"، أي: مِن شِدَّتهِ ومَشَقَّتِه، "وكآبةِ المُنقلَبِ"، أي: أنْ أَنقلِبَ إلى أَهلِي كَئيبًا حزينًا؛ لآفَةٍ تُصيبني في سَفرِي، أو لعَدمِ قَضاءِ حاجتي مِن السَّفَرِ.
وفي الحَديثِ: اللُّجوءُ إلى اللهِ في كلِّ وقْتٍ، لا سيَّما عندَ الشَّدائدِ.