الموسوعة الحديثية


- كان للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم قدحٌ من عيدانِ يبولُ فيهِ ويضعهُ تحت سريرهِ فقام فطلبهُ فلم يجدْهُ فسأل عنه فقال : أينَ القدحُ قالوا : شربَتهُ برَّةُ خادمُ أمِّ سلمةَ التي قدِمَت معها من أرضِ الحبشةِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم لقد احتَظرَتْ من النارِ بحِظَارٍ
الراوي : أميمة مولاة النبي وقيل هي أم أيمن | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى | الصفحة أو الرقم : 2/253 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على عادةِ العربِ في وقْتِه؛ لا يَتَّخِذون الحَمَّاماتِ والكُنُفَ في البُيوتِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتَّخِذُ الأدواتِ اللَّازمةَ للتَّبوُّلِ أثناءَ اللَّيلِ.
وفي هذا الحَديثِ تقولُ أُمَيمةُ بنتُ رُقيقةَ رضِيَ اللهُ عنها مولاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخادِمتُه: "كان للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدَحٌ مِن عَيدانٍ"، أي: إناءٌ مِن خَشبِ النَّخْلِ، "يبولُ فيه"، وفي روايةِ أبي داودَ: "يبولُ فيه باللَّيلِ"، أي: يَستخدِمُه للتَّبوُّلِ إذا قام مِن اللَّيلِ، واتِّخاذُ هذا الإناءِ فيه مِن الرِّفْقِ بالنَّفسِ مِن أن يَخرُجَ باللَّيلِ إلى الخلاءِ، "ويضَعُه تحتَ سَريرِه"، وكان سريرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن خَشبٍ مَشدودٍ، ومُهيَّأً بلِيفِ النَّخلِ، "فقام فطلَبَهُ، فلم يجِدْه، فسأَلَ عنه، فقال: أين القدحُ؟ قالوا: شَرِبَتْه بَرَّةُ خادمُ أُمِّ سَلمةَ الَّتي قدِمَت معها مِن أرضِ الحبشةِ". وفي رِوايةِ ابنِ عبدِ البَر "بركةُ خادِمُ أُمِّ سَلمةَ الَّتي قدِمَت معها مِن أرضِ الحبشةِ".
"فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقدِ احتظَرَتْ مِن النَّارِ بحِظَارٍ"، أي: امتنَعَتْ منها، وكان لها منها وِقايةً، والحِظارُ كالحائطِ حولَ البَساتينِ وغيرِها، مِن عِيدانٍ وقُضبانٍ يُحيط بها.