الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ واحِدٍ، إنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ، اشْتَكَى كُلُّهُ، وإنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ، اشْتَكَى كُلُّهُ.
الراوي :
النعمان بن بشير | المحدث :
مسلم
|
المصدر :
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2586 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج :
أخرجه البخاري (6011) بمعناه، ومسلم (2586) .
جاءَ الإسلامُ ليُوحِّدَ الناسَ تحتَ رايتِه، ويَعيشوا في أُلفةٍ ومودَّةٍ في مجتمَعٍ متكافِلٍ متماسِكٍ كالبُنيانِ المرْصوصِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «المسلِمونَ كرجُلٍ واحدٍ»، فمَثَلُهم مَثَلُ الجَسدِ الواحدِ بالنِّسبةِ إلى جَميعِ أعضائِه، إنْ مَرِضَتِ العينُ اشْتكى كلُّ الجسدِ، وأحسَّ بوجَعِها وألمِها، وإنْ توجَّعَ في رأسِه كذلكَ توجَّعَ لها باقي الجسدِ، فأيُّ مَوْضعٍ في الجسدِ أصابَه ألمٌ توجَّعَ الجَسدُ لوجعِه، والمرادُ: أنَّه إذا نزَلتْ بالمسلمينَ نائبةٌ أو مُصِيبةٌ تَداعى لها سائرُ المسْلِمينَ كأنَّهم رَجُلٌ واحدٌ يَشعُر بعضُهم بِبعضٍ، غنِيُّهم يُحسِنُ إلى فَقيرِهم، وقويُّهم يرحَمُ ضعيفَهم، وينصُرُ بعضُهم بَعضًا بالحقِّ، ولا يَتخلَّى بعضُهم عن بعضٍ في النوائبِ والمصائبِ والمُلِّماتِ.
وفي الحديثِ: تَعظيمُ حُقوقِ المسْلِمين بعضِهم على بعضٍ.
وفيه: حَثٌّ على التَّراحُمِ والملاطَفةِ والتَّعاضُدِ في غيرِ إثمٍ ولا مَكروهٍ.
وفيه: التَّشبيهُ وضَربُ الأمثالِ لتَقريبِ المعاني إلى الأفهامِ.