الموسوعة الحديثية


- لما تُوُفِّيَ أبو طالِبٍ ، أَتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقُلْتُ : إِنَّ عمَّكَ الشيخَ الضالَّ قدْ ماتَ فمَنْ يوارِيهِ ، قال : اذهَبْ فوارِهِ ، ثُمَّ لا تُحْدِثْ شيئًا حتَّى تأتِيَنِي ، فقال : إِنَّه ماتَ مشرِكًا ، فقالَ : اذهبْ فوارِهِ قال : فوارَيْتُهُ ثُمَّ أتَيْتُهُ ، قال : اذهبْ فاغتسِلْ ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شيئًا حتى تأتِيَنِي ، قال : فاغتسلْتُ ، ثُمَّ أتيتُهُ ، قال : فدَعا لي بدعَوَاتٍ ما يسرُّنِي أنَّ لي بها حُمْرَ النَّعَمِ وسودَها . قال : وكان علِيٌّ إذا غسَّلَ الميتَ اغتسلَ .
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : أحكام الجنائز | الصفحة أو الرقم : 169 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

عَن عليٍّ علَيهِ السَّلام ، قالَ : قُلتُ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ عمَّكَ الشَّيخَ الضَّالَّ قد ماتَ ، قالَ : اذهَب فوارِ أباكَ ، ثمَّ لا تُحْدِثَنَّ شيئًا ، حتَّى تأتيَني فذَهَبتُ فوارَيتُهُ وَجِئْتُهُ فأمرَني فاغتَسلتُ ودَعا لي
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3214 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان أبو طالِبٍ عَمُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قد مات كافِرًا، وفي مَوتِه يُخبِرُ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه: "قلتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: إنَّ عَمَّكَ"، يُريدُ: أبا طالِبٍ، "الشَّيخَ الضَّالَّ"، أي: لكوْنِه كان كافِرًا، "قد ماتَ"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لعلِيٍّ: "اذهَبْ فوَارِ أباكَ"، أي: ادفِنْه، "ثمَّ لا تُحْدِثَنَّ شيئًا"، أي: لا تَفعَلْ شيئًا عقِبَ دَفْنِك له، "حتَّى تأتِيَني"، أي: لِأقولَ لكَ ما الَّذي ستَفعَلُه، قال علِيٌّ: "فذَهَبتُ فوارَيْتُه"، أي: دفَنتُه، "وجئْتُه"، أي: إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ "فأمَرَني فاغتسَلْتُ"، أي: كغُسْلِ الجَنابَةِ لِمُورَاتِه ودَفْنِه لأبِيهِ، "ودعا لي"، أي: جعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدعو لعلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ؛ مواساةً له وتَطيِيبًا لخاطِرِه.
قيل: إنَّ هذا الاغتسالَ مبنيٌّ على أنَّه غَسَّلَه، وأنَّ مَن يُغسِّلُ الميتَ ينبَغي له أن يَغتسِلَ، ويَحتمِلُ أن يختَصَّ ذلك بالكافرِ؛ لقولِه تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، وقيل: إنَّ هذا الاغتِسالَ مِن دَفنِه، لا مِن غُسلِه؛ فيكونُ مَخصوصًا بالكافرِ لِنَجاستِه. لكنَّ الأحاديثَ تَقْتضي العمومَ.