الموسوعة الحديثية


- أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ عنهُ شاورَ الناسَ في حَدِّ الخمرِ ، وقال إنَّ الناسَ قد شرِبوها واجْترؤاْ عليها ، فقال لهُ عليٌّ كرَّمَ اللهُ وجهَهُ إنَّ السكرانَ إذا سَكِرَ هَذَى ، وإذا هَذَى افترى ، فاجعلْهُ حَدَّ الفِرْيَةِ ، فجعلَهُ عمرُ حَدَّ الفِرْيَةِ ثمانينَ
خلاصة حكم المحدث : مرسل مسند من وجوه متعددة يقوي بعضها بعضاً، وشهرتها تغني عن إسنادها
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : ابن القيم | المصدر : أعلام الموقعين | الصفحة أو الرقم : 1/190
| التخريج : أخرجه عبد الرزاق (13542) بلفظه، والبيهقي (17423) باختلاف يسير، وأبو داود (4489) بنحوه مطولا.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الاجتهاد في الحكم حدود - حد شارب الخمر رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة أقضية وأحكام - الحكم بالكتاب والسنة ثم باجتهاد الحاكم، والخطأ معذور
|أصول الحديث

رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ غداةَ الفتحِ وأنا غلامٌ شابٌّ يتخلَّلُ النَّاسَ يسألُ عن منزلِ خالدِ بنِ الوليدِ فأُتِيَ بشاربٍ فأمرَهم فضربوهُ بما في أيديهم فمنهم من ضربَهُ بالسَّوطِ ومنهم من ضربَهُ بعصًا ومنهم من ضربَهُ بنعلِهِ وحثى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ التُّرابَ فلمَّا كانَ أبو بَكرٍ أُتِيَ بشاربٍ فسألَهم عن ضربِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الَّذي ضربَهُ فحزَروهُ أربعينَ فضربَ أبو بَكرٍ أربعينَ فلمَّا كانَ عمرُ كتبَ إليهِ خالدُ بنُ الوليدِ إنَّ النَّاسَ قد انهمَكوا في الشُّربِ وتحاقروا الحدَّ والعقوبةَ قالَ هم عندَكَ فسَلهم وعندَهُ المُهاجرونَ الأوَّلونَ فسألَهم فأجمعوا على أن يَضرِبَ ثمانينَ قالَ وقالَ عليٌّ إنَّ الرَّجلَ إذا شربَ افترَى فأرى أن يجعلَهُ كحدِّ الفريةِ
الراوي : عبدالرحمن بن أزهر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4489 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه أبو داود (4489) بلفظه، والبيهقي (17602)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (68/ 50) كلاهما مطولا بنحوه، وأحمد (16810)، والحاكم (8130) كلاهما مختصرا .


كان مِن حدِّ شارِبِ الخمرِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ضرْبُ النَّاسِ له بما في أَيْديهِم.
وفي ذلك يُخبِرُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أزهَرَ رَضِي اللهُ عَنْه بقَولِه: "رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم غَداةَ الفَتحِ"، أي: صَباحَ يومِ فتحِ مكَّةَ، "وأنا غُلامٌ شابٌّ"؛ إشارةً إلى صِغَرِ سِنِّه في ذلك الوقتِ، "يتَخلَّلُ النَّاسَ"، أي: يَدخُلُ ويَسيرُ بينَهم، "يَسأَلُ عَن مَنزِلِ خالِدِ بنِ الوَليدِ"، أي: يَسأَلُ عَنِ المكانِ الَّذي يَنزِلُ فيه خالدُ بنُ الوليدِ، قاصِدًا مَنزِلَه، "فأُتِيَ بشارِبٍ"، أي: شارِبِ خَمرٍ، "فأمَرَهم"، أي: أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم النَّاسَ بضَربِه، "فضَرَبوه بِما في أيديهم؛ فمِنْهم مَن ضرَبه بالسَّوطِ"، والمرادُ بالسَّوطِ: ما أُخِذ مِن الجِلْد، "ومِنْهم مَن ضَرَبه بعَصًا"، والمراد بالعَصا: المُنتَصِبةُ الَّتي لا تَلتَوي عندَ استِعْمالِها، "ومِنهُم مَن ضرَبه بنَعْلِه"، أي: حِذائِه، "وحَثَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم"، أي: أخَذَ بكفَّةِ يدَيْه، "التُّرابَ"، أي: رمَى به وجْهَ الشَّارِبِ توبيخًا وإنكارًا على شُربِه الخَمْرَ.
فلمَّا كانَتْ خِلافةُ أبي بَكرٍ رَضِي اللهُ عَنْه، أُتِي بشاربٍ للخَمرِ، فسَأَل أبو بكرٍ رَضِي اللهُ عَنْه أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم عن ضَربِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم لشارِبِ الخمرِ، "فحَزَروه أربَعين"، أي: إنَّ الصَّحابةَ قدَّروه بأربَعينَ جَلْدةً، فكان حدُّ الشَّاربِ في خِلافةِ أبي بكرٍ رَضِي اللهُ عَنْه أربَعين جَلْدةً.
فلمَّا كانَت خِلافةُ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ "كتَب إليه خالدُ بنُ الوليدِ: إنَّ النَّاسَ قَدِ انهَمَكوا في الشُّربِ"، أي: تَمادَوْا في شُربِهم للخَمْرِ، "وتَحاقَروا الحدَّ والعُقوبةَ"، أيِ: استَهانوا واستَقلُّوا الأربَعينَ جَلْدةً الَّتي كانوا يَحُدُّون بها شارِبَ الخمرِ، فأجابَه عُمرُ رَضِي اللهُ عَنْه وقال: "هُم عِندَك"، أي: صَحابةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، "فسَلْهُم"، أيِ: اسْألْهم عن حدِّ شاربِ الخمرِ، وكان مَع خالدِ بنِ الوليدِ "المُهاجِرون الأوَّلون" رِضْوانُ اللهِ علَيْهم؛ "فسَألَهم" خالدٌ، "فأجمَعوا"، أي: مَن كان معَه مِن الصَّحابةِ: "على أن يُضرَبَ ثَمانين"، أي: جَلدةً.
قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ أزهَرَ: "وقال علِيُّ بنُ أبي طالبٍ: إنَّ الرَّجُلَ إذا شَرِب"، أيِ: الخَمْرَ، "افْتَرى"، أي: كَذَبَ، "فأَرى أن يَجعَلَه كحَدِّ الفِرْيةِ"، أي: كحَدِّ القَذْفِ ثَمانينَ جَلدةً.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها