الموسوعة الحديثية


- أتَيتُ ابنَ عُمرَ أنا و رجُلٌ معي أردنا الخروجَ إلى الغزوِ فشيَّعَنا فلمَّا أرادَ أن يفارقَنا قالَ : أنه ليسَ لي ما أُعطيكُما و لَكِنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ إذا استودِعَ اللَّهُ شيئًا حفظَهُ ، وإنِّي أستودِعُ اللَّهَ دينَكُما وأمانتَكُما ، وخَواتيمَ أعمالِكُما
الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية | الصفحة أو الرقم : 5/113 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10343)

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن يستودِعَ الجيشَ قالَ أستودعُ اللَّهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكم
الراوي : عبدالله بن يزيد الخطمي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2601 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (2601) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10341)


كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَدْعو لأصحابِه، وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ عبدُ اللهِ الخطميُّ رضِيَ اللهُ عنه بما كانَ يقولُه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندَ تَوديعِ مَن يودِّعُه أو يَخْرُجُ إلى سَفَرٍ؛ فيقولُ: كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أرادَ أن يَسْتَودِعَ الجيْشَ، أي: المتوَجِّهَ لقتالِ العدوِّ، قال: (أستَودِعُ اللهَ) أيْ: أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَحفْظَ لكم (دِينَكُم وأمانَتِكم وخَواتيمَ أعمالِكم)، كما يَحفَظ الوديعةَ؛ فجعَلَهم مِن الودائعِ؛ لأنَّ في السَّفَر مشقةً وخوفًا، وهما سببانِ مِن أسبابِ إهمالِ بعضِ أُمور الدِّينِ، والتَّقْصيرِ في بعضِ العباداتِ، فدعا النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لهم بالمعُونَةِ في دِينهم والتَّوْفيقِ فيه؛ لأنَّه أهَمُّ شيءٍ، وكلُّ خيْرٍ وسعادةٍ في الدُّنيا إنَّما تكونُ بسبِبِه؛ كذلك لا يخلُو سفَرٌ مِن الاشتِغالِ بما يَحتاجُ إليه مِن أخْذٍ وإعطاءٍ وعِشرةٍ، فدعا لهم أيضًا بحِفْظِ الأمانَةِ وتجنُّبِ الخيانَةِ، ثم دعا لهم بحُسْنِ الخاتِمَة؛ لتَكُونَ عاقِبَتُهم مأْمُونةً في الدُّنيا والآخِرَةِ، وأنْ تكُونَ أعمالُهم مختومَةً بخيرٍ.
وفي الحديثِ: إشارَةٌ إلى أنَّ مَوْضِعَ الأمَانَةِ مِن النَّاسِ كمَوْضِع الدِّينِ مِنْهم. .