- كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُحِرَ، حتَّى كانَ يَرَى أنَّه يَأْتي النِّسَاءَ ولَا يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ: وهذا أشَدُّ ما يَكونُ مِنَ السِّحْرِ، إذَا كانَ كَذَا، فَقَالَ: يا عَائِشَةُ، أعَلِمْتِ أنَّ اللَّهَ قدْ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الذي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ: ما بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ أعْصَمَ - رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كانَ مُنَافِقًا - قَالَ: وفيمَ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ، قَالَ: وأَيْنَ؟ قَالَ: في جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، تَحْتَ رَاعُوفَةٍ في بئْرِ ذَرْوَانَ قَالَتْ: فأتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البِئْرَ حتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ: هذِه البِئْرُ الَّتي أُرِيتُهَا، وكَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، وكَأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ قَالَ: فَاسْتُخْرِجَ، قَالَتْ: فَقُلتُ: أفلا؟ - أيْ تَنَشَّرْتَ - فَقَالَ: أمَّا اللَّهُ فقَدْ شَفَانِي، وأَكْرَهُ أنْ أُثِيرَ علَى أحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا.
الراوي :
عائشة أم المؤمنين | المحدث :
البخاري
|
المصدر :
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5765 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج :
أخرجه البخاري (5765)، ومسلم (2189)
- كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُحِرَ، حتَّى كانَ يَرَى أنَّه يَأْتي النِّسَاءَ ولَا يَأْتِيهِنَّ، قَالَ سُفْيَانُ: وهذا أشَدُّ ما يَكونُ مِنَ السِّحْرِ، إذَا كانَ كَذَا، فَقَالَ: يا عَائِشَةُ، أعَلِمْتِ أنَّ اللَّهَ قدْ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الذي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ: ما بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: ومَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ أعْصَمَ - رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كانَ مُنَافِقًا - قَالَ: وفيمَ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ، قَالَ: وأَيْنَ؟ قَالَ: في جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، تَحْتَ رَاعُوفَةٍ في بئْرِ ذَرْوَانَ قَالَتْ: فأتَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البِئْرَ حتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ: هذِه البِئْرُ الَّتي أُرِيتُهَا، وكَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، وكَأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ قَالَ: فَاسْتُخْرِجَ، قَالَتْ: فَقُلتُ: أفلا؟ - أيْ تَنَشَّرْتَ - فَقَالَ: أمَّا اللَّهُ فقَدْ شَفَانِي، وأَكْرَهُ أنْ أُثِيرَ علَى أحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا..
الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5765
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
التخريج: أخرجه البخاري (5765)، ومسلم (2189)
سَحَرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ له لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، حتَّى كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه كانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وما فَعَلَهُ، حتَّى إذَا كانَ ذَاتَ يَومٍ أوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وهو عِندِي، لَكِنَّهُ دَعَا ودَعَا، ثُمَّ قَالَ: يا عَائِشَةُ، أشَعَرْتِ أنَّ اللَّهَ أفْتَانِي فِيما اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أحَدُهُما لِصَاحِبِهِ: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَن طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأعْصَمِ، قَالَ: في أيِّ شيءٍ؟ قَالَ: في مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ، وجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: في بئْرِ ذَرْوَانَ فأتَاهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَاسٍ مِن أصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: يا عَائِشَةُ، كَأنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أوْ كَأنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ: أفلا اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: قدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أنْ أُثَوِّرَ علَى النَّاسِ فيه شَرًّا فأمَرَ بهَا فَدُفِنَتْ. تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام. وقال الليث وابن عيينة عن هشام: (في مشط ومشاطة).
الراوي :
عائشة أم المؤمنين | المحدث :
البخاري
|
المصدر :
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5763 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج :
أخرجه البخاري (5763)، ومسلم (2189)
تَحْكي عائِشةُ رضي الله عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم سَحَرَه رَجُلٌ مِن بَني زُرَيْقٍ، يُقالُ لَه: لَبيدُ بنُ الأَعْصَمِ، وهو يَهوديٌّ، حتَّى كانَ صلَّى الله عليه وسلَّم يُخَيَّلُ إلَيْه أنَّه كانَ يَفعَل الشَّيْءَ وما فَعَلَه، حتَّى إذا كانَ ذاتَ يَوْمٍ أو ذاتَ لَيْلةٍ، وهو عِنْدَها في حُجْرتِها، لَكِنَّه دَعا ودَعا، أي: كانَ مُشْتَغِلًا بِالدُّعاءِ، ثُمَّ قالَ: يا عائِشةُ أَشَعَرْتِ، أي: أَعَلِمتِ أنَّ اللهَ أَفْتاني فيما اسْتَفْتَيْتُه فيه، أي: أَجابَني فيما دَعَوْتُه، أو المَعْنى أَجابَني عَمَّا سَأَلتُه عنه، أَتاني رَجُلانِ، أي: مَلَكانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهما عِنْدَ رَأْسي، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلي، فَقالَ أَحَدُهما لِصاحِبِه: ما وجَعُ الرَّجُلِ؟ أي: النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم، فَأَجابَه: "مَطْبوبٌ"، أي: مَسْحور. قالَ: "مَنْ طَبَّه؟" مَن سَحَرَه؟ قالَ: طَبَّه لَبيدُ بنُ الأَعْصَمِ. قالَ: في أَيِّ شَيْء؟ طَبَّه، قالَ: في "مُشْطٍ" الَّتي يُسَرَّح بِها شَعْرُ الرَّأْسِ واللِّحْيةِ، "وَمُشاطةٍ" ما يَخْرُج مِن الشَّعرِ عِندَ التَّسْريحِ، "وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلةٍ": الغِشاء الَّذي يَكونُ على الطَّلْعِ، ويُطلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثى؛ فَلِذا قَيَّدَه بِقَوْلِه: ذَكَرٍ، وهي صِفةٌ لِلجُفِّ. قالَ: وأَيْنَ هو؟ قالَ: في بِئْر "ذَرْوانَ"، فَأَتاها صَلَّى الله عليه وسلَّم في ناسٍ مِن أصْحابِه، فَجاءَ صَلَّى الله عليه وسلَّم بَعْدَ أَنْ رَجَعَ إلى عائِشةَ رضي الله عنها، فَقالَ: يا عائِشةُ، كأنَّ ماءَها "نُقاعةُ الحِنَّاءِ"، يَعْني: أنَّ ماءَ البِئْرِ أحمرُ كالَّذي يُنْقَعُ فيه الحِنَّاءُ، يَعْني أنَّه تَغَيَّرَ لِرَداءتِه، أو لِما خالَطَه مِمَّا أُلْقِيَ فيه، وكَأَنَّ رُؤوسَ نَخْلِها رُؤوسُ الشَّياطينِ، في التَّناهي في كَراهتِها وقُبْحِ مَنظَرِها. قالَت عائِشةُ رضي الله عنها: قُلْت: يا رَسولَ اللهِ، أَفَلا اسْتَخْرَجتَه؟ قالَ: لا، قَد عافاني اللهُ مِنه، فَكَرِهتُ أَن أُثَوِّرَ على النَّاسِ فيه، أي: مِنه، شَرًّا مِن تَذْكيرِ المُنافِقينَ السِّحْرَ وتَعَلُّمِه ونَحوِ ذَلِكَ فَيُؤْذونَ المُؤمِنينَ. فَأَمَرَ صَلَّى الله عليه وسلَّم بِالبِئْرِ فَدُفِنَتْ.
في الحَديثِ: التَّكْنيةُ عن السِّحْرِ بِالطِّبِّ تَفاؤُلًا.
وَفيه: دَرْءُ المَفاسِدِ مُقَدَّمٌ على جَلْبِ المَصالِحِ.
وَفيه: الصَّبْرُ على الابتِلاءِ والامتِحانِ.
وفيه: الإلْحاحُ في الدُّعاءِ وتَكْرارُه.
وَفيه: مُعْجِزتُه صَلَّى الله عليه وسلَّم، وعِصْمتُه فيما يُبَلِّغه عن رَبِّه عَزَّ وجَلَّ، وإخْبارُه بِمَكانِ السِّحرِ.
وَفيه: بَيانُ أَهَمِّيَّةِ الأَخذِ بِالأَسبابِ، وأَنَّها لا تُنافي التَّوَكُّلَ.
وَفيه: أنَّ مِن صِفاتِ اليَهودِ الخيانةَ لِلهِ ولِرَسولِه صَلَّى الله عليه وسلَّم