- كان فيَّ ثلاثُ قَضيَّاتٍ من السُّنَّةِ: تُصُدِّقَ عليَّ بلحمٍ، فأهديْتُ إلى عائشةَ، فجاء النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما هذا اللَّحمُ؟ قالوا: تُصُدِّقَ به على بَرِيرةَ، فأهدَتْ لنا، فقال: هو على بَرِيرةَ صدقةٌ، وهو لنا هديَّةٌ. قالت: وكان عليَّ تِسعُ أواقٍ، فقالت عائشةُ: إنْ شاء مواليك عدَدْتُ لهم ثمنَك عدَّةً واحدةً، فقالت: إنَّهم يقولونَ: لا، حتَّى تَشْترطي لهم الولاءَ، فذكَرَتْ ذلك للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: اشْتَريها واشْتَرطي لهم الولاءَ؛ فإنَّما الولاءُ لمَن أعتَقَ. وأعتَقَتْني وكان لي الخيارُ.
الراوي : بريرة مولاة عائشة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم: 7/255 | خلاصة حكم المحدث : سنده رواته ثقات وله شاهد
التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (3435)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (4407)، والطبراني (24/204) (525)
التخريج : أخرجه البخاري (5430)، ومسلم (1504)
وقال في السُّنَّةِ الثَّالثةِ: (ودخَلَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومًا بيتَ عائشةَ وعلى النَّارِ بُرْمَةٌ تَفُورُ)، أي: قِدرٌ أو إناء مُتَّخَذٌ من حَجَرٍ، وقيل غير ذلك، (فدعا بالغَداءِ، فأُتِيَ بخُبزٍ وأُدْمٍ من أُدْمِ البيت)، أي: إدام، وهو ما يُؤتَدَمُ به ممَّا يُوجَدُ في البيت عادةً، (فقال: ألم أرَ لحمًا؟) يُريدُ أن يقولَ صلَّى الله عليه وسلَّم: أين الطَّعامُ الذي كان يُطبَخُ في البُرمةِ؟ (قالوا: بلى يا رسول الله، ولكنَّه لحمٌ تُصُدِّقَ به على بَرِيرَةَ فأهدَتْه لنا) يُريدونَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان لا يأكُلُ الصَّدقةَ، (فقال: هو صدقةٌ عليها، وهديَّةٌ لنا)، أي: هي ملَكَتْهُ بسببِ التَّصدُّقِ به عليها، ونحن نَمْلِكُهُ بسبب إهدائها لنا منه، وعليه؛ فقدِ اختلَفَ سببُ المِلكِ، فاختلَفَ الحُكمُ وجازَ لنا أكلُه.