الموسوعة الحديثية


- إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 56 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
النِّيةُ الصالحةُ في كلِّ عمَلٍ مِن أهمِّ الأمورِ؛ فجَميعُ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ لا تصحُّ ولا تُقبَلُ إلَّا بوُجودِ النِّيَّةِ فيها، حتَّى إنَّ الأعمالَ العاديةَ إذا اقترنَتْ بها النِّيةُ الصالحةُ فإنَّه يَحصُلُ بها الأجرُ.وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الأجرَ ليس مَحصورًا في التَّصدُّقِ بالمالِ على الغيرِ، بلِ النَّفقةُ الَّتي يُنفِقُها على نفْسِه وأهلِه وغيرِهم إذا قصَدَ بها وَجْهَ اللهِ تعالى لا الرِّياءَ والسُّمعةَ؛ فإنَّه مَأجورٌ عليها، فما أُريدَ به وَجْهُ اللهِ يَثبُتُ فيه الأجرُ، وإنْ حصَلَ لفاعلِه في ضِمنِه حظُّ شَهوةٍ مِن لذَّةٍ أو غيرِها؛ كوَضْعِ لُقمةٍ في فَمِ الزَّوجةِ، وهو غالبًا لحظِّ النَّفسِ والشَّهوةِ، وإذا ثبَتَ الأجرُ في هذا، ففيما يُرادُ به وَجْهُ اللهِ فقط أحْرَى. وفي الحديثِ: دَلالةٌ على أنَّ النِّيَّةَ الصَّالحةَ تَقلِبُ العادةَ عِبادةً؛ فيَنْبغي للعاقلِ ألَّا يَتحرَّكَ حرَكةً إلَّا يَبتغي بها وَجْهَ اللهِ تعالى.