كانَ لِمُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ امْرَأَتَانِ، فَجَاءَ مِن عِندِ إحْدَاهُمَا، فَقالتِ الأُخْرَى: جِئْتَ مِن عِندِ فُلَانَةَ؟ فَقالَ: جِئْتُ مِن عِندِ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، فَحَدَّثَنَا أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: إنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الجَنَّةِ النِّسَاءُ.
الراوي :
عمران بن الحصين | المحدث :
مسلم
|
المصدر :
صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2738 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج :
أخرجه أحمد (19837)، باختلاف يسير، وابن حبان (7457)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (18/ 127) (262)، واللفظ لهما مقتصران على المرفوع.
الغَيرةُ بيْنَ الزَّوجاتِ أمرٌ فِطريٌّ، ويَنْبغي أنْ تُقيِّدَها الزَّوجةُ بما يُرضي اللهَ تَعالَى، وعلى الأزواجِ مُراعاةُ ذلك والعدلُ بيْنهنَّ؛ لعدَمِ إثارةِ النِّزاعِ والغَيرةِ بيْنهنَّ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي يَزيدُ بنُ حُمَيدٍ الضُّبَعيُّ أنَّه كانَ للتَّابعيِّ مُطرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ زَوجتانِ، فلمَّا جاء إلى بيتِ إحداهنَّ ظنَّتْ أنَّه أتَى مِن عندِ امرأتِه الأخرى، فقالَت: جئتَ مِن عند فُلانةَ؟ تُريد زوجتَه الأخرى، وإنَّما قالت ذلك غَيرةً عليه، فأخبَرَها أنَّه جاء مِن عندِ الصَّحابي عِمرانَ بنِ حُصَينٍ رَضيَ اللهُ عنه، وكأنَّه لَقِيَه قبْلَ أنْ يأتيَ إلى امرأتِه الأُولى أو بعْدَ أنْ خَرَج مِن عندِها، وذَكَر ذلك تَنبيهًا لامرأتهِ الثَّانيةِ؛ لئلَّا تُسِيءَ الظَّنَّ به وبامرأتِه الأُولى، وحتَّى لا تَقَعَ فيهما؛ لأنَّ ذلك قدْ يُسبِّبُ دُخولَها النَّارِ.
ثمَّ أخبَرَها بحَديثٍ حَدَّثه به عِمرانُ بنُ حُصينٍ رَضيَ اللهُ عنه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «إنَّ أقلَّ ساكِني الجنَّةِ النِّساءُ» أي: إنَّ نِساءَ الدُّنيا قَليلاتٌ في الجنَّةِ؛ وهذا مَحمولٌ على أوَّلِ الأمرِ قبْلَ خُروجِ عُصاتِهنَّ مِن النَّارِ؛ وذلك لِمَا يَغلِب على أكثرهنَّ مِن الهَوَى والميلِ إلى عاجِلِ زِينةِ الدُّنيا؛ فيَضْعُفْنَ عن عَملِ الآخِرَةِ، والتأهُّب لها؛ لميلهنَّ إلى الدُّنيا والتزيُّنِ بها ولها، فأكثرُ النِّساءِ مُعرِضاتٌ عن الآخِرةِ بأنفسهنَّ، صارفاتٌ عنها لغيرهنَّ، ويَنخدعْنَ بسُرعةٍ للدُّعاة المُعرِضينَ عن الدِّين، وعَسيراتُ الاستجابةِ لِمَن يدعوهنَّ إلى الآخِرة وأعمالِها.
وفي الحديثِ: تَحذيرٌ للنِّساءِ المبالِغاتِ في الغَيرةِ الَّتي تُبعِدُ صاحبتَها عن الحقِّ.