الموسوعة الحديثية


- أنَّ أعمى أتى إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يَكْشفَ لي عن بصَري ، قالَ : أو أدعُكَ ؟ قالَ : يا رسولَ اللَّهِ إنَّهُ قد شقَّ عليَّ ذَهابُ بَصري ، قالَ : فانطلق فتوضَّأ ، ثمَّ صلِّ رَكْعتينِ ، ثمَّ قلِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّي محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نبيِّ الرَّحمةِ ، يا محمَّدُ إنِّي أتوجَّهُ إلى ربِّي بك أن يكشِفَ لي عَن بصَري ، اللَّهم شفِّعهُ فيَّ وشفِّعني في نَفسي فرجعَ وقد كَشفَ اللَّهُ عن بصرِهِ
خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
الراوي : عثمان بن حنيف | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم : 1/326
| التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10421) واللفظ له، والترمذي (3578)، وابن ماجه (1385) كلاهما بنحوه مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم آداب الدعاء - التوسل وأحكامه أدعية وأذكار - قبول الدعاء ورده طب - من ذهب بصره مريض - دعاء المريض لنفسه ولغيره
|أصول الحديث

أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : ادعُ اللَّهَ أن يعافيَني قالَ : إن شئتَ دعوتُ ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ . قالَ : فادعُهْ ، قالَ : فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ
الراوي : عثمان بن حنيف | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3578 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن خزيمة (2/225)، والطبراني (9/17)، والحاكم في ((المستدرك)) (1/707) باختلاف يسير.


كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ عَليهم كثيرًا ما يَطلُبون مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يَدعُوَ اللهَ لهم لقضاءِ حَوائجِهم؛ لأنَّهم يَعلَمون أنَّ دُعاءَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَرْجَى في القَبولِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكِي عثمانُ بنُ حُنيفٍ: أنَّ رجُلًا "ضريرَ البَصرِ"، أي: مُصابًا بضرَرٍ في بصَرِه مِن عَمًى، "أتى" هذا الرَّجلُ "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال له: ادْعُ اللهَ أن يُعافِيَني"، أي: تَوجَّهْ إلى اللهِ بالدُّعاءِ أن يُعافيَني ممَّا في بصَري مِن ضرَرٍ، قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنْ شِئتَ دعَوتُ"، أي: إنْ أحبَبتَ أن أدعُوَ لك بالشِّفاءِ والعافيةِ، "وإنْ شئتَ صبَرتَ"، أي: رَضيتَ بما أنتَ فيه، "فهو خيرٌ لك" في الأجرِ والثَّوابِ بما صبَرتَ على البلاءِ، فقال الرَّجلُ: "فادعُه"، أي: إنَّ الرَّجلَ اختارَ دُعاءَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له على الصَّبرِ، قال عُثمانُ بنُ حُنيفٍ: "فأمَره النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يتَوضَّأ، فيُحسِنَ وُضوءَه"، أي: أنْ يأتيَ فَرائضِ الوُضوءِ وآدابِه، "ويَدْعوَ بهذا الدُّعاءِ"، ثم بعدَ فراغه من وُضوئِه يَدعو ويقول: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُك وأتوجَّهُ إليك بنَبيِّك"، أي: أتوسَّلُ إليك بدُعاءِ نبيِّك صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ"، أي: الَّذي بعَثْتَه بالرَّحمةِ، "إنِّي توجَّهتُ بك"، أي: توَجَّهتُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "إلى ربِّي في حاجَتي هذه"، أي: في الدُّعاءِ بشِفاءِ بصَري؛ "لِتُقْضى لي"، أي: لِتَستجيبَ الدُّعاءَ، "اللَّهمَّ فشَفِّعْه"، أي: إنَّه سأَل اللهَ أن يَقبَلَ شَفاعةَ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في قَضاءِ حاجتِه، وهذا ليس فيه توسُّلٌ بذاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولا بجاهِه، وإنَّما كان تَوسُّلًا بدُعائه؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم دعا للرَّجُلِ وأمَره أنْ يَدعُوَ هو الآخَرُ، ويسأَلَ اللهَ قَبولَ شَفاعتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: فَضلُ الصَّبرِ على البَلاءِ، وأن الدعاء برَفْعِه ليس مَذمومًا.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها