الموسوعة الحديثية


- يأتي القرآنُ وأهلُه الذين كانوا يعملونَ به في الدنيا ، تَقْدُمُهُ سورةُ البقرةِ وآلُ عِمْرَانَ ، يأتِيَانِ كأنهما غَيَابَتَانِ ، وبينهما شَرْقٌ ، أو كأنهما غَمَامَتانِ سَوْدَاوَانِ ، أو كأنهما ظُلَّتَانِ من طيرٍ صَوَّافَّ يُجَادِلَانِ عن صاحبِهما
الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 7994 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (805) باختلاف يسير

يأتي القرآنُ وأَهلُهُ الَّذينَ يعملونَ بِهِ في الدُّنيا تَقدمُهُ سورةُ البقرةِ وآلُ عمرانَ قالَ نوَّاسٌ وضربَ لَهما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثلاثةَ أمثالٍ ما نسيتُهنَّ بعدُ قالَ يأتيانِ كأنَّهما غيابتانِ وبينَهما شَرقٌ أو كأنَّهما غمامتانِ سوداوانِ أو كأنَّهما صِلةٌ من طيرٍ صوافَّ تجادلانِ عن صاحبِهما
الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2883 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه مسلم (805)، والترمذي (2883) واللفظ له، وأحمد (17637)


حَثَّ الشَّرعُ على قراءةِ القرآنِ معَ تدبُّرِه والتَّفكُّرِ في آياتِه معَ العمَلِ بما فيه مِن الطَّاعاتِ واجتنابِ ما حذَّر مِنه، وبيَّن أنَّ مَن فعَل ذلك ابتِغاءَ وجهِ اللهِ سيَكونُ له ثوابٌ عظيمٌ وفضلٌ كبيرٌ يومَ القيامةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ نَوَّاسُ بنُ سِمْعانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه: يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "يَأتي القرآنُ وأهلُه"، أي: الَّذين قرَؤوه وحَفِظوه، "الَّذين يَعمَلون به في الدُّنيا"، أي: عَمِلوا بما فيه مُحتسِبين الأجرَ والثَّوابَ عِندَ اللهِ "تَقْدُمُه سورةُ البقَرةِ وآلِ عِمْرانَ"، أي: تتَقدَّمُ هاتَانِ السُّورتَانِ أصحابَ القرآنِ يومَ القيامةِ، وقيل: تتقَدَّمانِ القرآنَ.
قال نَوَّاسٌ: "وضرَب لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ثلاثةَ أمثالٍ"، أي: شبَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم تَقدُّمَ سورةِ البقرةِ وآلِ عِمْرانَ بثلاثةِ أمثلةٍ، يَقولُ نوَّاسُ بنُ سِمْعانَ: "ما نَسيتُهنَّ بعدُ"، أي: كانت هذه الأمثالُ الثَّلاثةُ حاضِراتٍ في ذِهْني، قال صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "يأتِيان"، أي: سورةُ البقرةِ وآلِ عِمْرانَ يومَ القيامةِ، "كأنَّهما غَيابَتانِ"، أي: كأنَّهما مِظَلَّتان تُظِلَّان صاحِبَهما وحافِظَهما "وبينَهما شَرْقٌ"، أي: يَكونُ بينَهما نورٌ وضوءٌ.
والمثَلُ الثَّاني الَّذي ضرَبه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "أو كأنَّهما غَمامَتان سَوْداوانِ"، أي: كأنَّهما مِثلُ السَّحابةِ تكونُ كالمظلَّةِ تَقِي قارِئَهما مِن حرِّ يومِ القيامةِ.
والمثَلُ الثَّالثُ: "أو كأنَّهما ظُلَّةٌ مِن طيرٍ صَوافَّ"، أي: كأنَّهما مظلَّةٌ مِن طيورٍ تكون مُصطفَّةً باسِطةً أجنِحتَها "تُجادِلان"، أي: تُحاجَّانِ وتُحامِيانِ "عن صاحبِهما" الَّذي قرَأهما وحَفِظهما وعَمِل بما فيهما.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإكثارِ مِن قراءةِ سورةِ البقَرةِ وآلِ عِمْرانَ.
وفيه: أنَّ التَّعليمَ بضَرْبِ الأمثالِ يُثبِّتُ المعنى.