الموسوعة الحديثية


- عن فاطمةَ بنتِ قيسٍ - في حديثِ تميمٍ الداريِّ -، قال : فإذا أنا بامرأةٍ تجرُّ شعرَها، قال : ما أنتِ ؟ ! قالتْ : أنا الجسَّاسةُ، اذهبْ إلى ذلك القصرِ، فأتيتهُ ؛ فإذا رجلٌ يجرُّ شعرَهُ، مُسلسلٌ في الأغلالِ، ينزو فيما بين السماءِ والأرضِ، فقلتُ : من أنتَ ؟ ! قال : أنا الدجَّالُ .
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 5414 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (4325) واللفظ له، ومسلم (2942)، والترمذي (2253) بنحوه.

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، أخَّر العشاءَ الآخرةَ ذاتَ ليلةٍ ، ثمَّ خرج فقال : إنَّه حبسني حديثٌ كان يُحدِّثنيه تميمٌ الدَّاريُّ ، عن رجلٍ كان في جزيرةٍ من جزائرِ البحرِ ، فإذا بامرأةٍ تجُرُّ شعرَها ، قال : ما أنت ؟ قالت : أنا الجسَّاسةُ ، اذهَبْ إلى ذلك القصرِ . فأتيتُه ، فإذا رجلٌ يجُرُّ شعرَه مُسَلْسَلٌ في الأغلالِ ، ينزو فيما بين السَّماءِ والأرضِ ، فقلتُ : من أنت ؟ قال : أنا الدَّجَّالُ ، خرج نبيُّ الأمِّيِّين بعدُ ؟ قلتُ : نعم ! قال : أطاعوه أم عصَوْه ؟ قلتُ : بل أطاعوه ، قال : ذاك خيرٌ لهم
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4325 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود (4325) واللفظ له، ومسلم (2942)، والترمذي (2253) بنحوه مطولًا.


كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم يُوصِي أصحابَه رضيَ الله عَنهم ويحذِّرُهم مِن فِتنةِ الدجَّالِ ويبيِّن الأمرَ لهمْ، وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ فاطمةُ بنتُ قَيسٍ: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم أخَّرَ العِشاءَ الآخِرَةَ"، أي: صلاةَ العِشاءِ، "ذاتَ لَيلةٍ، ثم خَرجَ" فقالَ: "إنَّه حبَسني حديثٌ كانَ يُحدِّثنيه تَميمٌ الدَّارِيُّ"، أي: إنَّ سببَ تأخُّرِه في الخروجِ ما كان يُحدِّثُ بهِ تميمٌ الدَّاريُّ رضيَ اللهُ عَنه، "عن رجلٍ"، أي: عن رُؤيتِه للدَّجَّالِ، "كانَ في جَزيرةٍ مِن جَزائرِ البحرِ، فإذا بامرَأَةٍ تجرُّ شَعرَها"، أي: لطُولِه علَيها، فقالَ لها تميمٌ: ما أنتِ؟ قالتْ: أنا الجسَّاسةُ"، أي: التي تجسُّ الأخبارَ للدجَّالِ، وقيلَ فيها: إنَّها دابَّةٌ وليست امرأةً، وقيلَ: يَحتمِل فيها الاثنَينِ معًا، فأمرَتْ تَميمًا بقَولِها: "اذهبْ إلى ذلكَ القصرِ".
قال تميمٌ: "فأتَيتُه، فإذا رَجلٌ يجرُّ شعرَهُ مُسلسَلٌ في الأَغلالِ"، أي: مقيَّدٌ في الحَديدِ، "يَنْزو فيما بينَ السماءِ والأرضِ"، أي: يَرتفِعُ وينزلُ على الأرضِ ويَتحرَّكُ يريدُ أن يفُكَّ نفسَه من قَيدِه، فقالَ له تميمٌ: "مَن أنتَ؟" قال: "أنا الدجَّالُ، خرَجَ نبيُّ الأمِّيينَ بعدُ؟"، أي: يَسألُه خُروجَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم وبَعثتِه، والمرادُ بالأمِّيينَ: العربُ؛ لأنَّهم لا يَقرؤون ولا يَكتُبون، وعبَّر بذلك للتمييزِ، وأنَّ أصلَ خُروجِه في العربِ، وفيهم تبدأُ الدعوةُ، قال تميمٌ: "نَعم"، قالَ الدجَّالُ: أَطاعوهُ أم عَصَوهُ؟ أي: هل أطاعَه قومُه أم عَصَوهُ، قال تميمٌ: "بلْ أطاعوهُ" قالَ الدجَّالُ: "ذاك خيرٌ لهم"؛ يَحتمِلُ أنَّه أرادَ به الخيرَ في الدُّنيا، أي: طاعتُهم له خيرٌ لهم؛ فإنَّهم إنْ خالفوه اجتاحَهم واستأصلَهم، ويَحتمِلُ أنَّ الله تعالى صَرَفَه عن الطعنِ فيه، والتكبُّرِ عليه، وتفوَّه بما ذَكَر عنه كالمغلوبِ عليه والمأخوذِ عليه؛ فلا يستطيعُ أنْ يَتكلَّمَ بغيرِه؛ تأييدًا لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها