الموسوعة الحديثية


- مَن بايَعَ إمامًا فأعطاهُ صَفقةَ يَدِهِ وثَمَرةَ قَلبِه، فليُطِعْه ما استَطاعَ، فإنْ جاءَ آخَرُ يُنازِعُه فاضرِبوا عُنُقَ الآخَرِ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الصفحة أو الرقم : 10/3 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (1844) مطولاً باختلاف يسير.

من بايع إمامًا ، فأعطاه صفقةَ يدِه ، وثمرةَ قلبِه ، فليُطِعْه ما استطاع ، فإن جاء آخرُ ينازِعُه فاضربوا رقبةَ الآخرِ قلتُ : أنت سمِعتَ هذا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : سمِعته أُذناي ، ووعاه قلبي . قلتُ : هذا ابنُ عمِّك معاويةُ ، يأمرُنا أن نفعلَ ونفعلَ ، قال : أطِعْه في طاعةِ اللهِ ، واعْصِه في معصيةِ اللهِ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4248 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه مسلم (1844)، والنسائي (4191)، وابن ماجه (3956)، وأحمد (6503) مطولاً، وأبو داود (4248) واللفظ له


كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يحثُّ على لُزومِ جماعةِ المسلِمين، ويَنهَى عن الخُروجِ على وليِّ الأمرِ الذي ثبَتتْ له البيعةُ؛ وقد كان للأمَّةِ السِّيادةُ والظهورُ في الأرضِ حينما كانتْ مُتمسِّكةً بدِينها، مجتمعةً عليه، مُعظِّمةً لولاةِ أُمورِها، منقادةً لهم بالمعروفِ.
وفي هذا الحديثِ يخبرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضيَ الله عَنهما: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قالَ: "مَن بايعَ إِمامًا، فأَعطاهُ صَفقةَ يَدِه"، أي: العهدَ على بَيعتِه ومُتابعَتِه، وسمِّيتْ بالصَّفْقةِ لأنَّها تُعقَد باليدِ، "وثَمرةَ قلبِه"، أي: صادِقًا ومخلصًا لها، "فليُطِعْه ما استَطاعَ"، أي: لزِمَ علَيه طاعَته فيما قدَرَ عليهِ. "فإنْ جاءَ آخرُ يُنازِعُه"، أي: يَخرجُ عليهِ ويُريدُ أن يَجعلَ لِنَفسِه الإِمامةَ، "فاضْرِبوا رَقبةَ الآخرِ"، أي: يُقتَلُ مَن خَرجَ على مَن عُقِدتْ له البَيعةُ.
قالَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ ربِّ الكَعبةِ: قلتُ- أي لابنِ عَمرٍو-: أنتَ سمِعتَ هذا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم؟ قالَ ابنُ عَمرٍو: "سمِعَتْه أُذُناي، ووَعاهُ قَلبي"، أي: مؤكِّدًا له سَماعَه المباشِرَ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، قلتُ: "هذا ابنُ عمِّكَ مُعاوِيةَ، يأمرُنا أن نَفعلَ ونَفعَلَ"، أي: يُشيرُ لابنِ عمرٍو مُنازعة مُعاويةَ عليًّا رضيَ الله عَنهما، قال ابنُ عمرٍو: "أطِعْه في طاعةِ اللهِ، واعصِهِ في مَعصيةِ اللهِ"؛ وذلك أنَّ هذا القائلَ لَمَّا سمِع كلامَ عبدِ اللهِ بن عمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما، وذَكَر الحديثَ في تحريمِ منازعةِ الخليفةِ الأوَّلِ، وأنَّ الثاني يُقتَل؛ فاعتقد هذا القائلُ أنَّ هذا الوصفَ ينطبقُ على مُعاويةَ رضِيَ اللهُ عنه؛ فلخَّص ابنُ عَمرٍو له أمْرَ معاويةَ، فأمَرَه ابنُ عمرٍو أنْ يَتبعَه في المعروفِ ويُعرِضَ عنه في الباطلِ، وفي هذا إشارةٌ إلى طاعةِ المتولِّين للإمامةِ بالقَهرِ مِن غير إجماعٍ ولا عَهدٍ، بشَرْطِ أنْ تكونَ في المعروفِ.