الموسوعة الحديثية


- أنَّهَا أوْصَتْ عَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما لا تَدْفِنِّي معهُمْ وادْفِنِّي مع صَوَاحِبِي بالبَقِيعِ لا أُزَكَّى به أبَدًا.
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1391 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كانتْ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها حَكيمةً وفقِيهةً، وقد علَّمَتْنا معنَى التواضُعِ وعدَمِ التمسُّكِ بأسبابِ الفَخرِ وتَزكيةِ النفْسِ كما في هذا الحديثِ، حيثُ يَروي التابعيُّ عُرْوةُ بنُ الزُّبَيرِ أنَّ أمَّ المؤمنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها أوصَتْ عبدَ اللهِ بنَ الزُّبيرِ رَضيَ اللهُ عنهما -وهو ابنُ أُختِها أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضيَ اللهُ عنهما- ألَّا يدفِنَها مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبي بَكرٍ وعُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما في حُجرتِها، وأن يَدفنَها مع صواحبِها مِن أمَّهاتِ المؤمنينَ بالبَقيعِ، وهي مقبرةُ أهلِ المدينةِ على الجِهةِ الشَّرقيَّةِ مِن المسجِدِ النَّبويِّ، وعلَّلَتْ رغْبَتَها تلك بأنَّها لا تُريدُ أنْ تُزكَّى أو يُثنَى عليها بسَببِ الدَّفنِ معهم؛ فإنَّها قالتْ ذلك وقدْ بقِيَ في البَيتِ مَوضعٌ ليس فيه أحدٌ؛ خَوفًا مِن أنْ يُجعلَ لها بذلك مزيَّةُ فضْلٍ، فكرِهَتْ أن يُقالَ: إنَّها مدفونةٌ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَكونَ في ذلك تَعظيمٌ لها.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الوصيَّةِ بمَوضِعِ الدَّفنِ.