- اخْتَصَمَتِ الجَنَّةُ والنَّارُ إلى رَبّهِما، فَقالتِ الجَنَّةُ: يا رَبِّ، ما لها لا يَدْخُلُها إلَّا ضُعَفاءُ النَّاسِ وسَقَطُهُمْ، وقالتِ النَّارُ: - يَعْنِي - أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ، فقالَ اللَّهُ تَعالَى لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتِي، وقالَ لِلنَّارِ: أنْتِ عَذابِي، أُصِيبُ بكِ مَن أشاءُ، ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِنْكُما مِلْؤُها، قالَ: فأمَّا الجَنَّةُ، فإنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِن خَلْقِهِ أحَدًا، وإنَّه يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَن يَشاءُ، فيُلْقَوْنَ فيها، فَتَقُولُ: هلْ مِن مَزِيدٍ، ثَلاثًا، حتَّى يَضَعَ فيها قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، ويُرَدُّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7449 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه البخاري (7449) واللفظ له، ومسلم (2846).
التخريج : أخرجه البخاري (4850) واللفظ له، ومسلم (2846)
وفي هذا الحديثِ: اخْتَصَمَتِ الجنةُ والنارُ عندَ خالقِهما سبحانه وتعالى، فقالت النارُ: أُوثِرْتُ بالمتكبِّرين والمتجبِّرين، أي: اخْتُصِصْتُ بأهل الكِبر والتجبُّر، وقالت الجنةُ: ما لي؟ لا يَدخُلني إلَّا ضُعَفَاءُ الناسِ وسَقَطُهم! أي: السَّاقِطون مِن أَعيُن الناسِ لفقرِهم وضَعفِهم؟! فقال اللهُ تبارك وتعالى للجنة: «أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بك مَن أَشاءُ مِن عِبادي»، وقال للنارِ: «إنَّمَا أنتِ عَذابِي أعذِّب بك مَن أَشاءُ مِن عِبادي»، ولكلِّ واحدةٍ منهما مِلْؤُها، أي: ما تَمْتَلِئُ به؛ فأمَّا النارُ فلا تَمْتَلِئُ حتَّى يَضَعَ الجَبَّارُ رِجْلَه فيها فتَقُول: قَطْ قَطْ قَطْ، أي: كَفَى كَفَى، فهُنا تمتلِئُ ويُزْوَى بعضُها إلى بعضٍ، أي: يَجْتَمِع ويَلْتَقِي بعضُها ببعضٍ على مَن فيها، ولا يَظلِم اللهُ عزَّ وجلَّ مِن خَلْقِه شيئًا، وأمَّا الجنةُ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنشِئُ لها خَلْقًا، يعني: يُنشِئُ لها أناسًالم يَعْمَلوا خيرًا، فيُدخِلهم إيَّاها، وهذا فضلٌ مِن الله تعالى.