الموسوعة الحديثية


- سَمِعَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَوْلَهُ: حَوْضُهُ ما بيْنَ صَنْعَاءَ والمَدِينَةِ. فَقالَ له المُسْتَوْرِدُ: ألَمْ تَسْمَعْهُ قالَ: الأوَانِي؟ قالَ: لَا، قالَ المُسْتَوْرِدُ: تُرَى فيه الآنِيَةُ مِثْلَ الكَوَاكِبِ.
الراوي : حارثة بن وهب الخزاعي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 6592 | خلاصة حكم المحدث : [معلق]
الحوْضُ مَجمَعُ ماءٍ عظيمٌ يَرِدُهُ المُؤمِنون في عَرَصاتِ القِيامةِ، وهو مِن فضْلِ اللهِ الذي أعطاهُ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ زِيادةً في إكرامِهِ ولُطفِه به وبأُمَّتِه، وسيَشرَبُ منه المُؤمِنون الموَحِّدون باللهِ عزَّ وجَلَّ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَرْضَ الحوض وسَعَتَه على سَبيلِ التَّقريبِ لا التَّحديدِ، فقال: «ما بيْنَ صَنْعَاءَ والمدينةِ» النَّبويَّةِ، وصنعاءُ مدينةٌ مِن مُدُنِ اليَمَنِ، وهذا يدُلُّ على أنَّ الحَوضَ كبيرٌ مُتَّسِعٌ مُتباعِدُ الجوانِبِ، فسأل المُسْتَوْرِدُ بنُ شَدَّادٍ القُرَشِيُّ رَضِيَ الله عنه حارِثَةَ الخُزَاعِيَّ رَضِيَ الله عنه راوِيَ الحديثِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ألمْ تَسْمَعْه» يعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَر «الأوانيَ؟» أي: أوصافَها، مُفرَدُها: آنيةٌ، وهي التي يُشرَبُ فيها الماءُ، فقال حَارِثَةُ: «لا». فأخبر المُسْتَوْرِدُ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ الآنِيَةَ تَظهَرُ عند الحَوضِ مِثلَ الكواكبِ كَثرةً وضِياءً، وكلامُ المستورِدِ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإن لم يُصَرِّحْ بذلك؛ إذ سياقُه يَدُلُّ على رَفْعِه.
وفي الصَّحيحينِ من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((آنيَتُهُ عَدَدُ النُّجومِ))، وهذا الحَوضُ مَن شَرِبَ منه فإنَّه يَشعُرُ بالرِّيِّ الأبديِّ، فيَنقطِعُ عنه الظَّمأُ إلى الأبدِ؛ وذلك أنَّ ماءَه يَأتي مِن نهْرِ الكَوثرِ الذي بالجنَّةِ.