الموسوعة الحديثية


- سيأتيكُم أقوامٌ يطلبونَ العِلمَ فإذا رأيتُموهم فقولوا لَهُم مَرحبًا مَرحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ واقْنوهُم قلتُ للحَكَمِ ما اقْنوهُم قالَ علِّموهُم
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 203 | خلاصة حكم المحدث : حسن
طلَبُ العلْمِ له شرَفٌ عظيمٌ، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه؛ لِمَا فيه مِن إقامةِ الدِّينِ والدُّنيا على الوجْهِ الَّذي يُرْضِي اللهَ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ أبو سعيدٍ الخُدريُّ، عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "سيَأتيكم أقوامٌ يطلُبونَ العلْمِ، فإذا رأَيْتُموهم، فقولوا لهم: مَرْحبًا مَرْحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: نزَلْتُم مكانًا رَحْبًا واسعًا، فاستأْنِسوا ولا تستَوْحِشوا، والمُرادُ: أكْرِموا مَن أَوْصى بهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأحْسِنوا نُزُلَهم وبحُسْنِ استقبالِهم، "وأقْنُوهم، قلْتُ: للحكَمِ" القائلُ هو محمَّدُ بنُ الحارثِ بنِ راشدٍ المصريُّ راوي الحديثِ، ويسأَلُ شيخَه الحَكمَ بنَ عَبْدَةَ: "ما أقْنُوهم؟ قال: عَلِّموهم"؛ ففي وصيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بطلبةِ العِلْمِ دَلالةٌ على أنَّه ينْبَغي إكرامُهم والإحسانُ إليهم، والاهتمامُ بهم، وهم أَوْلى مِن غيرِهم، ويدخُلُ في هذا الأمْرِ العُلماءُ؛ فهم المَنُوطُ بهم تَعليمُ طلَّابِ العلْمِ؛ فينْبَغي على العُلماءِ مُراعاةُ حُقوقِ الطَّلبةِ في التَّعلُّمِ والتَّعليمِ، ونقْلِ أمانةِ العلْمِ إليهم، وهذا يستلزِمُ مِن الطُّلَّابِ إكرامَ العُلماءِ أيضًا وتَبجيلَهم؛ فالعالِمُ والمُتعلِّمُ يدْخُلانِ فيه، وفي الحديثِ الَّذي أخرجَه أبو داودَ والتِّرمذيُّ وابنُ ماجَه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "مَن سلَكَ طريقًا يطلُبُ فيه علْمًا، سلَكَ اللهُ به طريقًا مِن طُرُقِ الجنَّةِ، وإنَّ الملائكةَ لتَضَعُ أجنِحَتَها رضًا لطالِبِ العلْمِ، وإنَّ العالِمَ لَيَسْتغفِرُ له مِن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضْلَ العالِمِ على العابِدِ كفضْلِ القمَرِ ليلةَ البدْرِ على سائرِ الكواكِبِ، وإنَّ العُلماءَ ورثَةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العلْمَ، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافِرٍ".
وفي الحديثِ: الوصيَّةُ بطَلبةِ العلْمِ وإكرامِهم وبيانُ اهتمامِ الإسلامِ بهم وبتَعليمِهم( ).