الموسوعة الحديثية


- من أقالَ مُسلمًا أقالَه اللَّه عثرتَه يومَ القيامةِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 1800 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (3460)، وابن ماجه (2199) واللفظ له، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد مسند أحمد)) (7431)
حَثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّعامُلِ فيما بيننا بالحُسنى والرِّفقِ واللِّينِ، كما بيَّنَ فضْلَ تَفريجِ الكُرباتِ والتَّنفيسِ عن النَّاسِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن أقال مُسلمًا"، أي: وافَقَه على نَقضِ البيعِ وأجابه إليه بعدَما وقَع البيعُ؛ فالإقالةُ في الشَّرعِ: رَفْعُ العقدِ الواقعِ بين المُتعاقدَينِ، وصُورةُ إقالةِ البيعِ: إذا اشترَى أحدٌ شيئًا من آخرَ، ثمَّ ندِمَ على شرائِه؛ إمَّا لظُهورِ الغَبنِ فيه، أو لزوالِ حاجتِه إليه، أو لانعدامِ الثَّمنِ، فرَدَّ المبيعَ على البائعِ، وقبِلَ البائعُ رَدَّه. "أقالَه اللهُ عثرتَه يومَ القِيامةِ"، أي: أزال اللهُ مَشقَّتَه وعَثرتَه يومَ القيامةِ، فغفَرَ زَلَّتَه وخَطيئتَه؛ لأنَّه أحسَنَ إلى المُشتري؛ لأنَّ البيعَ كان قد بُتَّ، فلا يستطيعُ المُشتري فسخَه، فكان الجزاءُ من جِنسِ العملِ؛ لأنَّه لَمَّا مَنَّ على أخيه المُسلِمِ بعد أنْ ثبَتَ البيعُ واستقَرَّ، فأعاد إليه مالَه وأرجَعَ سِلعتَه؛ فاللهُ عَزَّ وجَلَّ أكرَمُ مِن عبدِه، فيمُنَّ عليه جَلَّ وعَلا في يومٍ يحتاجُ إليه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على المُعاملةِ بالتَّسامُحِ بين المُسلمينَ.
وفيه: بيانُ أجرِ وفَضلِ إقالةِ العَثراتِ وتَفريجِ الكُرباتِ.