الموسوعة الحديثية


- مَن أطاعني فقد أطاعَ اللَّهَ ، ومَن عصاني فقَد عصى اللَّهَ وَكانَ يتعوَّذُ مِن عذابِ القبرِ ، وعذابِ جَهنَّمَ ، وفنتة الأحياءِ والأمواتِ ، وفتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 5525 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (7137)، ومسلم (1835)، وابن ماجه (2859)، وأحمد (7434) أوله في أثناء حديث، والنسائي (5510) واللفظ له
كانت بعضُ أدعيةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لتعليمِ أُمَّتِه؛ لأنَّ ما بها مَعصومٌ منه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومنها ما يكون مَزيدَ شُكْرٍ للهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّه سَمِعَ يقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن أطاعني فقدْ أطاع اللهَ، ومَن عصاني فقدْ عَصَى اللهَ"، أي: إنَّ طاعةَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن طاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، فالْتزامُ سُنَّتِه وما تَحْوي من أوامِرَ ونواهٍ هو الْتزامٌ لتشريعِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أنَّ اللهَ تَعالى أمَرَ بطاعتي، فمَن أطاعني فقدْ أطاعَ أمْرَ اللهِ له بطاعتي، وفي المعصيةِ كذلك، وهذا كما قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} الآيةَ [النِّساء: 80]، والطاعةُ هي الإتيانُ بالمأمورِ، والانتهاءُ عن المنهيِّ عنه المحظورِ، والعِصيانُ بخِلافِ ذلك.
قال: "وكان يَتعوَّذُ"، أي: كان يَدْعو اللهَ ويطلُبُ منه أنْ يَقِيَه ويَحمِيَه من الأُمورِ المذكورةِ، وهي: "مِن عذابِ القبْرِ" وهو عذابٌ يقَعُ في البَرزخِ بعدَ أنْ يُدفَنَ الإنسانُ في قبْرِه، وذلك للعُصاةِ والكفَّارِ على أنواعٍ مُعيَّنةٍ من الذُّنوبِ قبْلَ الحِسابِ يومَ القِيامةِ، قيل: والتَّعوُّذُ من عَذابِه مع أنَّ عذابَ ما بعدَه لِمَن عُذِّبَ فيه أشدُّ، فكذلك مَن أمِنَ العذابَ فيه ورُحِمَ، كان مَا بعدَه آمَنَ وأهنَأَ، "وعَذابِ جهنَّمَ" وهو عذابُ النَّارِ يومَ القيامةِ، "وفِتْنةِ الأحياءِ والأمواتِ"، أي: وفتنةُ الأحياءِ: ما يَتعرَّضُ له الإنسانُ مُدَّةَ حياتِه؛ من الافتتانِ بالدُّنيا، والشَّهواتِ، والجَهالاتِ والشُّبهاتِ، وفتنةُ الأمواتِ: الفِتنةُ عند الموتِ؛ أُضِيفَت إلى الموتِ؛ لقُرْبِها منه، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المقصودُ: التَّعوُّذَ من الفِتنةِ المُؤدِّيةِ إلى عذابِ القَبرِ؛ فيكونُ في الحديثِ التَّعوُّذُ من السَّببِ والمُسبَّبِ، "وفِتْنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ" أي: يَتعوَّذُ مِن زَمانِه ومِحْنتِه الَّتي يَختبِرُ بها اللهُ عَزَّ وجَلَّ قُلوبَ عِبادِه، والدَّجَّالُ من الدَّجلِ: وهو التَّغطيةُ؛ سُمِّي به لأنَّه يُغطِّي الحقَّ بباطلِه، ويَخرُج في آخِرِ الزمانِ ويكونُ مِن علاماتِ الساعةِ الكُبرَى وفِتنتُه مِن أعظمِ الفِتنِ.
وفي الحديثِ: أنَّ طاعةَ الرَّسولِ من طاعةِ اللهِ تعالَى.
وفيه: إثباتُ عذابِ القبْرِ وفِتْنتِه.
وفيه: عَلامةٌ من عَلاماتِ النُّبوَّةِ في إخبارِه بالدَّجَّالِ، وهو غَيبٌ أوحاهُ اللهُ إليه.