الموسوعة الحديثية


- ذَكرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فتنةً فقرَّبَها قالت قلتُ يا رسولَ اللَّهِ من خيرُ النَّاسِ فيها قالَ رجلٌ في ماشيتِهِ يؤدِّي حقَّها ويعبُدُ ربَّهُ ورجلٌ آخذٌ برأسِ فرسِهِ يخيفُ العدوَّ ويُخيفونَه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أم مالك البهزية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2177
| التخريج : أخرجه الترمذي (2177) مطولاً واللفظ له، وابن أبي الدنيا في ((العزلة والانفراد)) (152)، والطبراني (25/150) (362) مطولاً بنحوه
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد رقائق وزهد - العزلة مناقب وفضائل - خيار الناس فتن - ما يفعل في الفتن
|أصول الحديث
حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصحابَه مِن الفتنِ، وكان صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يوضِّحُ لهم سُبلَ النَّجاةِ؛ لئلَّا يقَعوا في فتنةٍ فيَهْلِكوا.
وفي هذا الحديثِ تقولُ أمُّ مالكٍ البَهْزيَّةُ رضِيَ اللهُ عَنها: "ذكَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فِتنةً"، أي: تَحدَّثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن فتنةٍ ستَكونُ وستقَعُ وتتحقَّقُ، والفتنةُ هي البلاءُ العظيمُ الَّذي يَختلِطُ فيه الخيرُ بالشَّرِّ، فلا يُعرَفُ الخيرُ مِن الشَّرِّ، "فقَرَّبها"، أي: قرَّب الفتنةَ، والمعنى أنَّه وصَفها لهم وصفًا دقيقًا، وفصَّلها وبيَّن تفاصيلَها، وقيل: بل المرادُ أنَّه أخبَرهم أنَّها قريبةُ الحدوثِ والتَّحقُّقِ.
قالت أمُّ مالكٍ: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مَن خيرُ النَّاسِ فيها"، أي: مَن أفضلُ النَّاسِ في تلك الفِتنةِ؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "رجُلٌ في ماشِيَتِه"، أي: رجلٌ معتزِلٌ النَّاسَ يَرْعى غنَمَه، "يُؤدِّي حقَّها"، أي: يؤدِّي حقَّ اللهِ في ماشِيَتِه فيُخرِجُ زكاتَها، "ويَعبُدُ ربَّه"، أي: يؤدِّي ما افترَض اللهُ عليه، "ورجلٌ آخِذٌ برَأسِ فرَسِه، يُخيفُ العدوَّ ويُخيفونه"، أي: ومِن خيرِ النَّاسِ في تلك الفتنةِ أيضًا رجلٌ مجاهِدٌ في سبيلِ اللهِ، مُمسِكٌ بعِنانِ فرَسِه لا ينفَكُّ عن مُحارَبةِ أعداءِ اللهِ، الواضِحِ عَداؤُهم للدِّينِ، وليسوا مِن المسلِمين، وهذا إنَّما يكونُ في زَمانٍ دونَ زَمانٍ، وفي بلَدٍ دون بلدٍ، فإنَّ الثُّغورَ وبِلادَ الظُّلمِ غيرُ مُحتمَلٍ فيها المشيُ في الجِبالِ بالغنَمِ؛ فإنَّها تُنهَبُ بين ظالمٍ ولصٍّ، ولكن يُمكِنُ للرَّجلِ الأَخْذُ بعِنانِ فرَسِه في الثُّغورِ، والفرارُ بدِينِه مِن بلادِ الظُّلمِ إذا لم يَجِدْ إمامًا عادلًا يُجاهِدُ تحتَ رايتِه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على اعتزالِ الفِتنِ، والاعتصامِ باللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: فضلُ الجهادِ في سَبيلِ اللهِ وقْتَ الفتنِ، مع تبَيُّنِ ومعرفةِ مَواضِعِ الجهادِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها