الموسوعة الحديثية


- إنَّ في الجنَّةِ بحرَ الماءِ ، وبحرَ العسَلِ ، وبحرَ اللَّبنِ ، وبحرَ الخمرِ ، ثمَّ تشقَّقُ الأنهارُ بعدُ
الراوي : معاوية بن حيدة القشيري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2571 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (2571) واللفظ له، وأحمد (20052) باختلاف يسير
تَحدَّثَ اللهُ عزَّ وجلَّ في كتابِه الكريمِ عَن أنهارِ الجنَّةِ، وذكَر أنَّ مِنها أنهارَ لبَنٍ، وأنهارَ خَمرٍ، وأنهارَ عسَلٍ، وأنهارَ ماءٍ؛ وذلك لِحَثِّ المؤمِنين على الاجتِهاد؛ للظَّفَرِ بدُخولِ الجنَّةِ، والتَّمتُّعِ بتِلْك الأنهارِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "إنَّ في الجنَّةِ"، أي: إنَّ مِن جُملَةِ نَعيمِ الجنَّةِ: "بَحْرَ الماءِ"، أي: أنهارًا مِن ماءِ عذْبٍ تَجْري تحتَ قُصورِ سُكَّانِ الجنَّةِ، "وبَحْرَ العسَلِ"، أي: أنهارًا مِن عسَلٍ مُصفًّى كما ذكَر اللهُ تعالى في كِتابِه، "وبحرَ اللَّبنِ"، أي: وأنهارًا مِن لبَنٍ لم يتَغيَّرْ طَعمُه؛ كما ذَكَر اللهُ في كتابِه، "وبحرَ الخمرِ"، أي: وأنهارًا مِن خمرٍ لذَّةٍ للشَّارِبينَ يتَلذَّذُ بها أهلُ الجنَّةِ، فيَجِدون فيها تَمامَ اللَّذَّةِ مِن غيرِ سُكْرٍ، "ثمَّ تُشقَّقُ الأنهارُ بعدُ"، أي: ثمَّ تتَفرَّعُ مِن تلك البُحورِ الأنهارُ الجاريةُ ومَجاري الماءِ الصَّغيرةُ والقَنَواتُ، وكلُّ ذلك مُسخَّرٌ يتَلذَّذُ به المؤمِنون ويتَنعَّمون به، ومِثالُ ذلك ما ذَكَره اللهُ في قولِه تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15].